السيدة فيروز
ولدت فيروز في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان لعائلة فقيرة الحال. والدها وديع حداد  كان قد نزح مع عائلته من مدينة ماردين الواقعة في تركيا حاليا، وعمل لاحقا في مطبعة لوجور ببيروت.ووالدتها تدعى ليزا البستاني توفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز أغنية "يا جارة الوادي". اشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي تجمعات الحي. بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عندما إكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. وألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول اغانيها ومن ثم عرفها على عاصي الرحباني الذي أطلقها في عالم النجومية
وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني.
وفي 1955 تزوجت من عاصي، وأنجبت منه زياد عام 1956 ثم هالي عام 1958 وهو مقعد، ثم ليال عام 1960 (والتي توفيت بعام 1988) وأخيراً ريما عام 1965.
قدم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة التعبير وفي عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
وقد غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة وغيرها، كما إنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية.
وقد أصدرت خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك انت"، "فيروز في بيت الدين 2000" والذي كان تسجيلاً حياً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركايه في امل2010 كان آخر ما قدمته من ألبومات عديدة
سترا ، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة، ألبوم

زياد الرحباني
ولد في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1956, أنجبت نهاد حداد (التي هي فيروز) مولودها الأول, وقررت مع زوجها عاصي الرحباني أن تسميه "زياد" … كلا الأبوين كانا موهوبين ومشهورين, لم يتخيلا أن ابنهما سوف يصبح موسيقياً جدلياً, لا بل عظيماً, شاعراً وكاتباً مسرحياً كما هو الآن …
زياد الطفل كان قد انتخب كأجمل طفل في مسابقة اشترك فيها, ما زال يعتقد أن تلك الصور ليست صوره, إذ لا يمكنه أن يتخيل أن هذا الطفل الذي في الصورة, يمكن له أن ينمو ليصبح شكله مثلما يبدو الآن هذه الأيام ...
في عمر الست سنوات, كان يتوقف عن كتابة فروض المدرسة ليحكم على لحن كتبه عاصي والده, إن كان جميلاً أم لا, وليرى ما كان ينقصه … "لم يكن عاصي يختار دائماً ما أفضّله وأنا في هذا العمر, لكنها كانت طريقته ليجعلني أشعر بأنه لدي رأيي الخاص" يقول زياد.
بعد ذلك, سمع عاصي زياد يردد لحناً موسيقياً مراراً وتكراراً, عندها سأله إن كان قد سمعه في مكان ما, وكان جواب زياد بالنفي, سمعه فقط في رأسه … وقتها أدرك عاصي الموهبة الموسيقية لابنه.
إن أول عمل معروف لزياد, رغم ذلك, لم يكن موسيقياً, كان ديوان شعر بعنوان: "صديقي الله" كتبه بين عامي 1967 و 1968. لا يمكن لأي قارئ إلا أن يسلّم بأنه لن يستطيع أن يكتب مثل هذا الكتاب, في عمر 12 أو 13 سنة إلا العبقري الحقيقي. عندما أصبح عمره 17 سنة, عام 1973, لحن زياد أول أغنية لفيروز, أمه. كان عاصي طريح فراش المرض في المستشفى, وفيروز كان عليها أن تلعب الدور الرئيسي في مسرحية "المحطة" للأخوين رحباني, لذلك كتب منصور كلمات أغنية تحكي عن غياب عاصي لتغنيها فيروز, وأوكل لزياد مهمة تلحينها, "سألوني الناس" نجحت بسرعة كبيرة, أحبها الجميع, وكانوا مذهولين بموهبة زياد الموسيقية.
ظهر زياد على خشبة المسرح للمرة الأولى في نفس تلك المسرحية "المحطة", حيث لعب دور المحقق, بعدها ظهر أيضاً في مسرحية "ميس الريم للأخوين رحباني, في دور أحد رجال البوليس, والذي يسأل فيروز عن "اسمها, عملها وضيعتها".
في بقنايا, كانت هناك فرقة من الشباب, اعتادوا على إعادة تقديم أعمال الرحابنة المسرحية, مع مادونا المغنية اللبنانية الاستعراضية في دور فيروز, في عام 1973, اتصلوا بزياد, وأخبروه أنهم يريدون العمل على مسرحية أصلية, بنص أصلي, أغانٍ جديدة, وقصة كاملة جديدة, ولمرة واحدة. وافق زياد, ومثلت "سهرية" على "مسرح بقنايا", تبعت هذه المسرحية الأسلوب الرحباني, وكانت أول خطوة لزياد في مجال المسرح. المسرحيات الأخرى التي تلتها كانت مختلفة كلياً, فقد تعاملت مع الحبكة الدرامية الواقعية والسياسية, والتي تلامس الناس في حياتهم اليومية, كما فعلت أيضاً أغانيه الجديدة, أول مسرحية من هذا النمط كانت "نزل السرور" عام 1974, تبعتها "بالنسبة لبكرا .. شو؟" عام 1978, "فيلم أميركي طويل" عام 1980, "شي فاشل" عام 1983, "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" عام 1993, و "لولا فسحة الأملِ" عام ."1994"
تزوج زياد من "دلال كرم" وأنجبا طفل هو "عاصي الصغير", لكن زواجهما كان محكوماً بالفشل … إذ تطلّقا, ولم تكن هناك علاقة طيبة بينهما, هذا ما حدا بدلال لأن تكتب حياتها مع زياد في مجلة (القيل والقال): "الشبكة", وبزياد لأن يؤلف أغانٍ تحكي عن علاقتهما "مربى الدلال", "بصراحة" .. هذا الانفصال منع زياد من رؤية ابنه حتى بلغ التاسعة من عمره, بسبب أن كل منهما كان يعيش في منطقة مختلفة من بيروت أثناء الحرب(زياد في بيروت الغربية, ودلال في بيروت الشرقية)…
بعد الانفصال, عاش زياد علاقة معروفة استمرت لمدة 15 سنة, مع الممثلة "كارمن لبّس" انتهت علاقتهما بعدما أدركت كارمن أن زياد غير قادر على تأمين حياة الاستقرار الذي كانت تحتاجها, في واحدة من مقابلاتها النادرة, والتي قبلت فيها أن تتحدث عن علاقتها بزياد, أكدت على أن زياد, ذلك الشخص المثير للجدل الذي يفضي إلى المديح والانتقاد على حد سواء, كان ببساطة الرجل الذي أحبته يوماً, ثم أضافت: "خلال كل الـ 15 سنة من عيشنا مع بعض, 24 ساعة في اليوم, لم أكن لأحترم زياد بالطريقة نفسها التي يراها الآخرون, بالنسبة لي, كان هو الرجل الذي أحببته, وعشت معه, وشربت القهوة برفقته كل صباح, وهذا كل شيء".
من جانبه قال زياد إن كارمن تملك كل الحق في أن تتركه, لأنه أمضى كل هذه السنين يقول لها أن الحالة التي يعيشانها, الشقة, التخبّط … كانت فقط حالات مؤقتة, لأنه كان يريد أن يصلح الوضع كله, إلا أنه لم يكن قادراً, وهذا سبب اعتقاده بأن كارمن ليست الوحيدة التي كانت ستفعل ذلك, بل أي امرأة تضع نفسها في مكانها. منذ تلك اللحظة وصاعداً, يمكن للمرء أن يلاحظ أن معظم أغاني زياد تتعلق بشكل أو بآخر بتجربته مع كارمن, وقد قال بصراحة, أن إحدى الأغاني تتحدث عن شخص يعرف حياته, مع امرأة أحبها وعاش معها لمدة طويلة, هذه الأغنية هي "ولّعت كتير" من شريط "سلمى مصفي": مونودوز.
بعد انفصال فيروز وعاصي, تولى زياد المهمة. ستة ألبومات حتى الآن كانت ثمرة التعاون. "وحدن" عام 1979 كان أول ألبوم, وفيه تغني فيروز "البوسطة" … "شو بدك؟ اعطينا هالغنية وخود 500 ليرة, وخلّصنا!!!" هذا ما قاله عاصي لابنه عندما سمع "البوسطة" لأول مرة, والتي كتبها ولحنها زياد ليغنيها "جوزيف صقر" في مسرحية "بالنسبة لبكرا .. شو؟" … "معرفتي فيك" عام 1987, كان الألبوم الثاني لهما, ثم جاء "كيفك إنت" عام 1991 ثالثاً, والرابع هو "إلى عاصي" عام 1995, وهو إعادة توزيع لأغان من تأليف الأخوين رحباني, تبعه "مش كاين هيك تكون" عام 1999, ثم حفلتي بيت الدين عامي 2000 و 2001, ومؤخراً "ولا كيف" عام 2001, تجربة فيروز حدث لها تغيير جذري مع زياد, فأغانيها باتت تعتمد على الواقعية الشعرية, وليس الكلمات الشاعرية, كلمات زياد أتت من التقاطه اللحظة الشعرية في صور الواقع وقصصه … بكلمات أخرى, "شعر" زياد هو طبيعي, كما هو, ساهم في إظهار شخصية نهاد حداد, أكثر من صورة فيروز.
مع ذلك, لم تقتصر أعمال زياد على أمه فقط. قبل, أثناء وبعد الحرب, زياد أصدر واشترك في إصدار بعض الأعمال الموسيقية والغنائية, مثل: "بهالشكل" , "أبو علي" , "كيرياليسون" , "شريط غير حدودي" , "هدوء نسبي" , "أنا مش كافر" , "حكايا الأطفال" , "بما إنو" , ومؤخراً "مونودوز" … كما عمل على برامج سياسية في الإذاعة: "بعدنا طيبين, قولو ألله" , "العقل زينة" .. وبعض الموسيقى لهذه البرامج .. وأيضاً أغانٍ منفردة لمطربين وشركات مثل: "رفيقي صبحي الجيز" , "كيفك" , "إذا بدك" , "أبـّـاً عن جد" .. وبعض التوزيعات الموسيقية كما لـ : "مديح الظل العالي" , "أحمد الزعتر" , "مثقفون نون", الأغنية".. وعمل كمهندس صوت للأعمال: "الرأي العام" و"مثقفون نون, الشريط" .. وأقام حفلات مثل: حفلة جاز شرقي في الـ (buc) قاعة إيروين, حفلة الـ (لاس ساليناس), حفلة الـ (فوروم دو بيروت), حفلة الـ (بيكاديللي), ومؤخراً "منيحة" في الـ (مون لا سال) عين سعادة مع غسان رحباني, ابن عمه… هذا بالإضافة إلى عزفه الحي في بعض المطاعم مثل: "ميدوسا" , "مون جينيرال" و "تياترو" ...
زياد, العلامة الفارقة (سياسياً, موسيقياً وشعرياً), طالما جمع المعجبين والمنتقدين, كل في موقعه يدافع عن أفكاره, معتقداته, وذوقه, متهماً الطرف الآخر بالتطرف.. وهذا أكبر دليل على أهمية زياد في مجال العمل الفني اللبناني, العربي

رياضه

التعليم

مقالات

معرض الصور

اعمال

728x90 شفرة ادسنس

كل

مانيفستو زياد الرحباني

اخبار

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السفر

  • اخر الاخبار

    معرض الصور

    اخبار

    Popular Posts

    العاب

    اناشيد