ليس غريباً أن تكون «مختصر مفيد» تشبه تماماً عبارة «السهل الممتنع» من حيث التركيبة الوزنيّة في عَرَوض الشِعر الموزون مبعثرة
كما في هيئتها الإعرابيّة، فهي اسم تليه صفة. لذا، فهي مطابقة لـ«السهل المُمْتَنَع». فمَن هو الذي تداول وتناقل وتطاول على الحقيقة واللغة ونقل تاريخاً ومن ثمّ أورثنا مختصراً قد يكون غيرَ مفيد؟ وهذا، في معظم الأحيان، يُضاف إلى تاريخٍ لا يُدَرّس، لو عُدنا إلى المنطق، وهو يُدَرّس بالرغم من ذلك، كي تكتمل صورة الدراسة وتحصل الامتحانات وتخرج النتائج فيتخرّج تلاميذٌ إلى الجامعات فينهلون منها ما أُسّس على باطلٍ ويغادرونَ ويغادروننا!!! ها هم انتشروا في مجاهل الأرض مزوّدين بمخزونِ كُتُبٍ هو خلاصةُ كلّ ما هو عند فريقٍ: معلومة صحيحة، وعند خصمه: معلومة خاطئة، ينهلون بـ«عَطَش» وباستيعابٍ وبذاكرةٍ لا تخطئ، لسوء الحظّ في حالنا هذا. إنّها ذاكرة وقّادة، فهي تَحفظُ مثلاً خطأً ولن تنساه. إنّ الأمّة اللبنانية انتظرت أجيال الشباب على أحرّ من الأسيرِ والضاهرِ والمرعبِ و«كبّارته»، وهي أربعُ عياراتٍ مسلمةٍ سنيّة كان العرب يَزِيْنونَ بها ضغط دمهم، صبرهم، إيمانهم، والانتماء للصحراء. إنّ عبارة «مختصر مفيد» غير صحيحة كليّاً. وهل اختصارنا، مثلاً، بناقةٍ وصحراء وشمسٍ حارقة وأَكَمةٍ رمليّة وبما وراءها صحيحٌ وكافٍ؟ قد يكون صحيحاً ولكنه ليس كافياً. لقد أصبح لدينا بطلٌ إماراتيٌّ في سباق «الفورمولا 1»، وهذا لا يُختصر بكلمة أو بكلمتين، فمن الناقةِ إلى الفيراري.... ما لا..... من المرجّح أنّ الأخير الذي نقل هذه العبارة لم يسمعها جيّداً، وربّما رنّت في أذنه: «مكتسبٌ مفيد» على أنّها: «مختصرٌ مفيد». وهذا غيرُ غريبٍ عنه. فقد سمع يوماً قبل أن يغُطَّ في سُباتِهِ الصحراويّ المثاليّ، الصحيّ والعميق، عبارة: «جهلٌ مُرْتَجَعْ» على أنّها «سهلٌ ممتنع»... الويلٌ لأمّةٍ. (*)




زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1879

الثلاثاء 11 كانون الاول 2012
نعم، لقد تداولنا وتناقلنا خطأً حتّى توارثناها، عبارة: «المختصر المفيد»، وكأنّها «السَهْل المُمْتَنَع»
(السهل)، صارت مختصراً مفيداً تُبدِئ وتُنهي كل أنواع الطاولات المستعملة في الحوارات، والتي أبرزها وأكثرها شيوعاً المدوّرة، والتي قراراتها كالطاولة الشائعة تماماً مدوّرة، أيّ تعود إلى حيث بدأت، وهذا أبعد الاختصارات بُعداً عن الإفادة، لأنّ كل ما جرى من على طاولات الحوار، وفي أيّة سنةٍ، يُسْحَبُ من وعاءٍ زجاجيّ ضمن مباراة معيّنة هي نفسها، أولاً ثم أوّلاً وآخراً، أي عدنا إلى البداية... هل من مجال وما هي الطريقة، حتّى لو لم تكن لا مختصرةً لكن ربّما مفيدة، للعودة إلى الثاني عشر من نيسان العام 1975 لا الثالث عشر منه؟ لقد «بلَّ يديه» بعبارة «مختصرٍ مفيد»، آلافٌ وآلاف من الخطّاطين والمطابع، وأوّل ما فعلوه أنّهم راحوا يختصرون منها أيضاً، أي أنّهم حذفوا أل التعريف من الاسم: مختصر ومن الصفة: مفيد، فأصبحت مختصراً مفيداً. كما أشهرت بها واستشهدت أقدم وأنقى «حرايرنا» ممّن لم يشتريهنّ تجّار «الحرير الصيداوي» عبر التاريخ، الحرير المعروف بأنه المنافس الرخيص لحرير جبلَي لبنان الجنوبي والشمالي. لقد أوغلت جدّاتنا وأولادهنّ الأُمّهات في تربية أبنائهنّ وأحفادهنّ على الاختصار كونه مفيداً، وهل كان مفيداً يا ترى؟ سيكتب التاريخ يوماً. تشعر عندما تقولها، وخاصة متى كتبتها، أنّها تشبه المهن الحرّة أيضاً، هذه الأعمال المعدومة من أيّ ضمان أو طبابة أو أيّة إعانة مدرسيّة، وهي تكافح هذا الواقع باتّكالها على الحظّ وعلى الدواليب وعلى الشطارة وعلى المحاماة أو التحدّث بما يشبهها، وعلى القضاة المعزولين وطرقهم الملتوية في الحديث التي لا تعود إلى موهبةٍ على الإطلاق، بل إلى الكذب والنكران بعينهما البلقاء. وليس غريباً أن تكون «مختصر مفيد» تشبه تماماً عبارة «السهل الممتنع» من حيث التركيبة الوزنيّة في عَرَوض الشِعر الموزون كما في هيئتها الإعرابيّة، فهي اسم تليه صفة، لذا فهي مطابقة لـ«السهل المُمْتَنَع»، فمَن هو الذي تداول وتناقل وتطاول على الحقيقة واللغة ونقل تاريخاً ومن ثمّ أورثنا مختصراً قد يكون غيرَ مفيد؟ وهذا، في معظم الأحيان، بالإضافة إلى تاريخٍ لا يُدَرّس، لو عُدنا إلى المنطق، وهو يُدَرّس بالرغم من ذلك، كي تكتمل صورة الدراسة وتحصل الامتحانات وتخرج النتائج فيتخرّج تلاميذٌ إلى الجامعات فينهلون منها ما أُسّس على باطلٍ ويغادرونَ ويغادروننا!!! (*) مبعثرة ملاحظة: سنتوقف هنا لأن المقالة أطول من اللازم، على ان يُنشَر الباقي غداً.




زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1878

الاثنين 10 كانون الاول 2012
، لا بل هي كذلك، ولمزيد «منهُ»
زياد الرحباني و مايا دياب
زياد الرحباني و مايا دياب
نشرت الفنانة اللبنانية مايا دياب صورة جديدة لها على حسابها الخاص على موقع الـInstagram تجمعها بالأستاذ زياد الرحباني أثناء تواجدهما في أحد المطاعم اللبنانية
وسيدة ثالثة أكّد البعض انها مغنية معروفة بغنائها باللغة الاجنبية وكانت مايا قد استضافتها في احدى حلقات برنامجها "هيك منغني".
وقد علقّت مايا على الصورة معلمةً متابعيها ومحبيها أنهما يعملان على الألبوم الجديد، والذي وبحسب مصادر خاصة سيتضمن خمس أغنيات ستصدر منها أغنية منفردة خلال الفترة القريبة المقبلة
1ـــ إنتَ بتعرف شو؟ 2ـــ شو قلّي؟ 1ـــ أنا قايلّك اذا بتذكر، قبل بمرّة مش من زمان، إنّك أسأل إنسان بالعالم. أكيد ذاكر. 2ـــ المجرّة عرفِتْ؟ 2ـــ يعني عم حاول، بس ما فيني أعرف قدَّك، ما حدا بيعرف قدَّك. 1ـــ مش أنا حبيبي قلبالمجرّة... شو فهمت؟ يعني كتاب الغينيس ما عاد سايعك وما بخصّك صار وأصول يسحبوا إسمك منّو لأنك مشترك بمباراة المجرّة إنتِ، وأساساً لهلّق ما مبيّن بعد ولا مرشّح غيرك، مزبوط اللي عم قولو ولّا إنتِ رأيك غير هيك؟ 2ـــ (وقف) يعني... عندي رأيي أكيد بس خلّيني إحتفظ فيه. 1ـــ إيه إيه أفضل احتفظ فيه أحسن ما تطلع عن المجرّة، وما عندي فكرة شو في برّات المجرّة، في إلك الله بس! 2ـــ أنا عندي فكرة. 1ـــ كول خوا (فهو يلثغ بحرف الراء).
أوففف معلوم (بنشاط) 1ـــ إنو ذاكر؟ 2ـــ أكيد ذاكر، أنا ما في/ كل هاي الدرر اللي بتطلع منّك، اللي بتفوح، هاي شو هاي؟ هاي ثروة هاي، وأنا قطعت على نفسي وعد وcent pour cent (100%) صادق! 1ـــ ممتاز تسلملي عينك، هيدا التصرّف comme il faut بيقولولو... بس هلّق، جادد شي عالموضوع. 2ـــ شو جادد؟ وين يعني؟ 1ـــ ما هاه.. هون اللذة، شي ما فيك/ شي؟!... إنو



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1872

الاثنين 3 كانون الاول 2012
بي تسلملي، 3 وكالات أنباء إلماني وفرنساوي وأميركاني وصلوا لهالشي هيدا اللي صار مستجدّ هلّق. 2ـــ وأنا شو خصّني هلّق، أنا الإشيا العلمية بحترمها كتير. 1ـــ احترمها وحدك بس ما حدا سألَك. 2ـــ هيدا جوّ عدائي من دون سبب، هيئتك مش نايم منيح. 1ـــ الله يرضى عليك ما تبلِّش، خلّيني كفّيلك وإرتاح... أمانة هيدي، وأنا برأيي إنت تعرفها قبل ما تطشّ هيدي المعلومة، الجرايد والمجلات رح يبلّشوا يتناقلوها. 2ـــ إيه، خير ان شاء الله، شو مكتشفين؟ 1ـــ ما هاه/ مبارح قبل ما فوت نام، متل العادة، عم قلّب بالجريدة تشوف اذا بعد فيها شي، ما طلع في شي الا ما بَرَشتو، عجبوني جماعة «المستقبل» كتير، كيف طاحوا، وهيدا عقاب، «كولومبو» طلع مش صقر، وسعد هيداك قول... الهوا !Hawaiia w five o، المهم، عم بطوي الجريدة طلعت بعيني كلمة «لا حياة» عا صفحة العالميّات، فرجعت فلشتها... عنوان كبير، إنو بشكل إنجاز علمي مشترك بإجماع 3 جامعات من أهمّهن بيقول: صار من شبه المؤكّد، و«شبه» بس تقرا الخبر طالعة مؤكّد، إنو بعالمنا اليوم، صار فينا نهائياً نقول، ما طلع في ولا إمكانية لحياة بشرية بمحل تاني غير هاي الأرض. 2ـــ إيه شو هيي؟ هيدي مش جديدة، ما هيدي أول ما بلّشوا من عشرين تلاتين سنة وبلّوا إيدن بالفضا، ما كانوا متوقّعين لا عيشة ولا أريشة. 1ـــ ألله.. الله، أريشة قلتلّي، إنو عالقافية يعني؟ 2ـــ خيّي كلمة بتنقال. 1ـــ إنو كل كلمة بتطلع عا راسو الواحد بيقولها؟ في براسك زاوية مثلاً، يمكن تابعة للموسيقى بتجمّع كل قافية بقافيتها، 2ـــ إيه بتصوّر 1ـــ أوكي، فإذا قلنا عيشة، الدماغ بيفتح متل صفحة، يمكن الله العليم، على عيشة، هيشة، فيشة، ريشة، vichy، حشيشة، عريشة، طرابيشي، أواويشي، مناقيشك مناقيشي، سندويشة، تحويشة، تبليشة... ألخ والأريشة يعني آخر وحدة إذا شي، إذا شيشة!! 2ـــ عا راسي والله، درر ما قلتلّك من الاول. 1ـــ شو ما جاوبت في أمر لازم تعترف فيه لأنو علمي، وبعدك قايلّي إنك بتحبّ العلوم إنتِ. 2ـــ إيه ما أنا مش فهمان شو بدّك فيي عم تخبّرني هالخبرية، بيكفي إني أسأل واحد بالعالم. 1ـــ مزبوط، بس هلّق في تطوّر ما لاحظتو؟ 2ـــ لا والله ما لاحظتو، سئيل ومشغول بسآلتي، بدّك ما تواخذني. 1ـــ لأ مبلى سئيل... ونصّ! 2ـــ شو بعد بتأثر النصّ؟ ما صرت بالفلك إنتِ، ومتابع أخبار المجرّة. 1ـــ طبعاً، اللي عندو لذّة الاكتشاف، متل ما بيهتمّ بآخر دوا اكتشفوا للسرطان بدّو يهتمّ بالمجرّة وبهالسآلة مثلاً اللي ما إلها مضاد حيوي لا بالفرمشية ولا بالمختبر ولا مبيّن قريب يلاقوا شي يكافحها. إنو عضّة الكلب الكلبان إلها صار من زمان، عقصة الحيّة شرحو، حتى إنفلونزا الطيور لحّقوا بدوا. 2ـــ ما هنّي داسّينو من الأول ورجعوا نزّلوا عكسو. 1ـــ برافو، بس إنت هلّق بس عم بيقولوا الجماعة ما في ولا إمكانية لحياة بشرية على كوكب تاني غير الأرض، يعني إنت بهالحالة خلّيك معي، بس تكون أسأل إنسان بالعالم، ونحنا منقول العالم ونحنا عم نحكي عن الارض بتصير عملياً بعد هالاكتشاف أسأل إنسان
حزّورة متواصلة
ــــ في شي بالأوّل راح، بعدين بعد فترة، بيّنت معو الأمور من برّا، صار يروح ويجي، أوّل شي برّا، بعدين حسّ إنو بدّو يرجع يجي لمطرح ما كان بالأوّل، قام حمل حالو وإجا، بسّ إجا إنو ما... بدّو يروح... فقرّر يرجع يروح.
ـــ هاي عفواً، بعدنا بنفس الحزّورة؟
ـــ أيوا نعم، إذا قلنا قرّر يرجع يروح وراح. بعد فترة حسّ بعد ما بيقدر يضلّو تارك ورايح عطول، فصار يرجع يروح ويرجع يجي؛ هلّق من جمعتين وقف فجأة وقرّر نهائي يرجع يروح، ولاحظ هوّي وعم يكتب ذكرياتو إنّو أكتر شي في: كلمتين يا خيّي: راح وإجا، فصار يتمشّى بالأوضة ويعني شو بدّو يعمل رجع يروح ويجي، بس بالأوضة.
ـــ آه بالأوضة.
ـــ أيوا أيوا إيه. هلّق هوّي إذا بترجع لإلو، خليك معي منيح، ما بدّو لا يروح ولا يجي، منيح؟
ـــ اي، أوكي، وغير هيك؟
ـــ خلص، هوليّاهن، ما بقى في شي.
ـــ شو هوّي؟
ـــ (وراح يفكّر)، عفواً بس قديه معي وقت؟
ـــ وقت؟ ما خلص الوقت!
ـــ الوضع؟
ـــ (مقلّداً بهزء): الوضع؟! ولاه الوضع بيروح وبيجي؟
ـــ شو لكن، ما دام خلص الوقت؟
ـــ شو فيه غير الوضع بالبلد؟ ومين بيعمل الوضع؟
ـــ (سؤال بتشكّك): الدول الأجنبية؟
ـــ قرّبت! كنت قرّبت، قوم.
ـــ لأ بشرفك شو هوّي؟
ـــ أنا.
ـــ إنتِ؟ ليش وأنا؟
ـــ أوكي، إنتِ وأنا.
ـــ إيه، هيك معقول.
ـــ وليش ولاه وهولي كلّن اللي عم بيقروا الجريدة هيدي والجرايد الباقية والتلفزيونات والراديوات، شو عم يعملوا هول؟ مين اللي مشغّلو للمطار؟ مين اللي وسّعلو مساحتو للمطار؟ مين اللي شو ما صار إسمو المطار بعدو رايح جايي؟ مين اللي عامل السياحة بالبلد؟
ـــ هاي كمان حزّورة؟
ـــ لأ، اللبنانية!!! طفّي الضوّ وراك.
ـــ لوين رايحين؟
ـــ طالعين عالمطار.
ـــ المطار، شو عندك بالمطار؟
ـــ طالعين نقعد، نبورد، لبين ما تجي الكهربا.
ـــ الكهرباء كمان عم تروح وتجي!
ـــ (صاروا عالطريق): لا والله، هيدي عندكن بتروح وبتجي. عنّا بتروح وما بتعود تجي، فمنطلع بهالليل نقعد بالمطار، في تبريد عالقليلة وفي ضوّ. عرفت شو منعمل بالمطار؟
ـــ مش قليلة وين صارت العالم!
ـــ أكيد... المهم إنو الكهربا بس تروح من عنّا، ما تكون هيي ذاتها اللي عم تجي عندكن!
ـــ الكهربا كهربا، شو بيعرّفك كيف بتروح وبتجي.
ـــ والتقنين كمان.
ـــ شو بو التقنين؟
ـــ التقنين، إنتِ ذاكر إنّو بالـ93 قالتلنا الحكومة وقتها إنّو التقنين راح إلى الأبد؟
ـــ إيه، ذاكر هيك شي، بس لشو؟
ـــ لشو؟ لتضلّك ذاكر! ما هيياه كيف رجع إجا؟
ـــ مين يعني؟ التقنين؟
ـــ لأ (وأسرع في مشيه): السنيورة!
***
غزل وحداني
ضلّت على مدّة أكتر من شهر، شهرين، تلاتة... أكتر كمان، تقلّي بنهاية كل سهرة ببيت أهلها، تقلّي كلام حلو كتير يعني، وعموماً كنت إفهمو كلّو، بس شي إجي لأمشي، تتحيّن الفرصة بالوقت اللي أمها عم تزقّ الصحون عالمطبخ وتقلّي: لو بتبوسني بالإبهام. وتا إنّو أعرف شو قصدها بالبوسة، وبالبوسة بالإبهام، مستحيل! إلى أَنْ هونيك ليلة، مدّت لي إبهامها وقالتلي: لو بتبوسو...... ساعتها، صدّقني فهمت شو قصدها، وزال كل الإبهام.



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1870

الجمعة 30 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحبانيكان يفترض بهذا الذي أصبح مقالاً صغيراً أن يكون توضيحاً أصغر في مقال البارحة، لكن الفيضان الذي غمر الزبى حتّى بلغ
إلى اللقاء يوم الأربعاء مع محاولة ـــ رقم [8] لمتابعة وتوصيف قوى الرابع عشر من آذار وترتيبها اليوم في لائحة «الأسيريّات» ـــ خاصةً بعد تداخل تأخّري في المتابعة أيضاً وأيضاً بعد تدخّله أيضاً ومن جديد وشخصياً في «المجون العام»، وأقصد هنا الشيخ الثائر الأسير، ممّا يربك الأمور، وهذا مقصود. إنه عملياً يربك هذا الجيش اللبناني المتنقّل على عدد الدقائق أكثر ممّا هو يربك «الأمور»!!! أمورٌ أيّاً كانت وأيّاً كان نوعها ودينها... إنّ دين هكذا أمور يا إخوتي دينٌ غير مستحبّ وغير موجود عادةً بين الأديان السماوية، لكنه أصبح كذلك في خضمّ الربيع العربي ـــ اللبناني أمدّ الله ظلّه الشريف وحَمَتْ سيّدتنا مريم مسيحييه الأحرار والكتائب وربّما القوات... فلنقل بعضهم، والأمر يعود لمريم البكر وضميرها الأرضي قبل انتقالها البهيّ إلى السماء صلّى الله عليها وسلّم، على مريم وعلى قومِها وصحبها وآلها وآله... وهو العليّ القدير الله الله الله. ولكننا قلنا إنه دينٌ كان غير موجودٍ وأصبح موجوداً ومتداولاً بين بعض الأحياء وخاصة في أحيائهم، لذا ورغم أن «الدين لله والوطن للجميع» والشيخ الأسير حالياً غير موافق على ذلك، سنتابع معكم يوم الأربعاء في 21/11/2012 البحث في عناصر الفرقة والتصدّع بين قوى المعارضة الحالية بالتوازي مع «أسيريّات 2012» المستجدّة، وآخرها هُوَ شخصيّاً واعتصامٌ شكله أصليّ، ربّما...؟ الأيام المقبلة كفيلة بأن تختبر نوعيته ومدى صلاحيته الآن (وفي تيار) المستقبل.
ذُراها (كرُبى وليس زُبى، وأنا أقصد بالطبع التلال لا ربى وأختها) والذي أدى إلى انقطاع البثّ، من هنا كانت إشارة: // إليكم نصّ توضيح الأمس:
***
نكتة وحزّورة
النكتة: (عربي محكي)
1 ــ بحياتك ممكن تعطيني شي علبة لبنة بس مستعملة؟
2 ــ شو هيّي؟
1 ــ علبة لبنة، العادي.
2 ــ اي؟
1 ــ اي، بسّ مستعملة (إصرار).
2 ــ كيف مستعملة؟ خالصة يعني؟
1 ــ لَهْ شو بدّي فيها خالصة؟ مستعملة، مستعملة، بس مستعملة.
2 ــ وليه كيف بتكون اللبنة مستعملة؟
1 ــ علب، بتجي عادي، بالعلب... هيدي المدوّرة.
2 ــ يلعن دين مدوّرة عامستعملة! بدك علبة لبنة عادي؟
1 ــ مختومة يعني؟
2 ــ ايه، طبعاً مختومة.
1 ــ وشو نوعها، شو ماركتها؟
2 ــ حيالله عندي من الكل.
1 ــ بدّك تعنايل ولاّ ضومط؟
2 ــ في التْنين (بتأكيد)، تعنايل منيحة، وخاصة البلدية.
1 ــ استناول وحدي من وراك عاليمين.
الحزورة
مُذْ متى أصبحت وفي أيّ مناسبة سياسية وطنية قادمة تصبح، ولسوء الحظ، قوى 14 آذار، قوى 14 آذاغ ـــ AZAGH؟
الجواب: متى نطق وكلما سينطق ابن النائبة والوزيرة والقائدة السابقة السيدة نايلة معوّض ميشال... ما ميشال شي.



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1863

الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحبانيأي على الرقم المتسلسل للزمن: 2051
ملاحظة: إنه رقم ممتاز لكونه يوم مُفْرَدٌ رغم ظاهره المجوز الذي يشكّله رقم 18 تشرين الثاني. لذا فهو أولاً: يوم ذو ثلاثة أرقام.
الأول: 18 تشرين الثاني نفسها، مجوزٌ صغير جداً.
الثاني: وهو مجوزٌ أكبر لكنه صغير أيضاً ويأتي من مجموع المكتوب المتداول: 42 = 2012/11/18.
الثالث: وهو الرقم الممتاز المذكور أعلاه، وهو نتيجة الجمع التراكمي الكامل لمجموع المكتوب المتداول والسنة الحالية، أي: 2012 + 5 + 18 + 11 = 2046، يُزاد عليها رقم 1 هو عدد اليوم نفسه، فيصبح: 2047. إنه يومٌ عظيم، فهو يومٌ في السنة المؤدية إلى عام نكبة فلسطين الكبرى بعد أن مرّ عليها: 99 عاماً من التاريخ المتوقع المحسوب في علم الأرقام لهذا اليوم: 2047. ونحن لا نودّ أن نقول إنه مرّ على النكبة تسعة وتسعون عاماً بدل أن نقول مرّ عليها أربعة وستون عاماً، لكننا إنْ زدنا على العام 2047 عاماً واحداً يصبح مرور الزمن عليها مئة عام تماماً ونحن نعتقد بهذا الرقم، فهي مهما طالت لن تعيش أكثر من تسعة وتسعين عاماً، وبعضٌ من الدليل جاء البارحة في سماء تل أبيب.
***
إن مقال اليوم هو المقال الثالث على ما أظن (أو الرابع لكني لا أظن)، أي إنه مضى على آخر تتمّة لعنوان: المعلومات ـــ «المكتب الثاني» الثاني (7) «تلات أربع تيّام» ومجموعها 7 أي حوالى الأسبوع أو أكثر بعض الشيء... أي (1) وربما (2) = 3 = أيّ وربما 9 أيام أو 10 من البحث المتبقي في خريطة توزُّع قوى وأحزاب وشخصيات ومناضلي وقدامى ومقاتلي ومنظّري الأحزاب اليمينية المسيحية (راجعBBC 1989 ـــ 1975) وقدامى أحزاب القوى الوطنية والتقدمية المناهضة للانعزالية المارونية (بعد تصحيح عبارة: المسيحية، وهي أكثر من عبارة بكثير!!! وقد تم تعديلها إلى المارونية السياسية ـــ من أغلاط الشهيد المرحوم كمال جنبلاط الضخمة). هذه القوى التي على علّاتها وتخبّطها، وضياعهم وتنوّع محلات وأمكنة إقاماتهم الوطنية التقدمية اللبنانية ـــ الفلسطينية المعادية للعدو المشترك الصهيوني الغادر الغاشم ولجوزف الهاشم وعصيره للبرتقال، هذه القوى التي وجدت نفسها فجأةً في المملكة، أي السعودية، مجتمعةً في الطائف توقّع على اتفاق اسمه: الطائف، فهو إذاً اتفاق لمنطقة في السعودية، وعادت من السعودية مع السيد (في وقتها) الشهيد (بعدها) الشيخ رفيق الحريري، وجدت نفسها تسبح مع تياره للمستقبل ومع مدينته للبحر الأبيض المتوسط لا ضدّه، علّها لا تغرق. لا بل إنّ بعض القوم اليميني المسيحي السابق انضمّ إليها فوقفا معها وقفةً لا تُنسى فيه 14 آذار يوماً ما في العام 2005، وقفةً لن تنساها الأذهان ولا مشاهدو تلفزيونات الألوان ولا شركة (أو مؤسسة؟!... Quantum)، «كوانتم وأنتم للإعلان والميديا» (أي: Satche & Satche) وهذه الأخيرة اليوم شركة يتيمة شبه مهجورة من «مجمّع قابض» على مجموعة شركات للسلم العالمي والتنمية المستدامة والموارد البشرية ونشر الديموقراطية وفتح الحدود وقصف الباكستان والأفغان والعراقيين والكلدان وبعض الانكليز والألمان والحوثيين والطالبان والمصريين والإخوان والسوريين من لبنان، وغزة والقطاع والأنفاق ودحلان والإنسانة والإنسان لمساواةٍ وتكافؤٍ وأمان وكان//...
هنا بلغ المقال الزُبى ـــ Zuba . (كانت الزبى المسموح بها لنهار اليوم: 24 سطراً X 10إلى 12 كلمة، أي: 5 كاراكتيرز).



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1862

الاثنين 19 تشرين الثاني 2012

مانفيستو زياد الرحبانيوتجتمعون، ونجتمع بعد سنة لنؤكد الذكرى. لماذا نؤكدها ونحن أكيدون ممّا نحن عليه، من قناعات تاريخية مركزية لم يبدّلها، والحمد لله، أيٌّ من أحداث التاريخ المعاصر الذي تلى انهيار الاتحاد السوفياتي؟ لماذا نؤكدها إذاً؟ نؤكدها للغير. إنها كالعلم والخبر الدوري الضروري لقانون الجمعيات والحركات والأحزاب، الرسمي. نؤكدها لمجتمع، ولأسباب لا تزال عاصية على التحليل، فاقدٍ للذاكرة، مزدرٍ حتّى لتاريخه الماضي القريب، متهافتٍ على أيّ مستقبل «دون استفسار».
أيّها الإخوة في الوطن، طوائفكم كبرى! عظمى! جامحة، طافحة، فالحة، كاسحة، لكننا موجودون. وقد ثَبَت بعد البحث والتحرّي، أنّهم «ما زالوا ضمن الأراضي اللبنانية، وهم يجتمعون علناً سيدي العقيد»!!
إننا محبطون؟ نوعاً ما. مصدومون؟ نعم، إنْ أردت. تعِبون؟ شيءٌ من ذلك... وشيوعيون؟ طبعاً، وعلى السطوح، شيوعيون وضد الحريق وضد الماء ولنا للماء تفسيرٌ بشيءٍ غيره، إذا أردتم نفسّره لكم!
أيّها الرفاق، لا يترك عادةً شيوعيّ حزبه إلّا: أو إلى الحبس أو إلى البيت. فيفترض بالشيوعي أن يكون فهيماً نوعاً ما، فكيف يترك الحزب الشيوعي إلى «حزب حراس الأرز» مثلاً؟ غريب! هل يترك إلى «فرسان مالطة»؟.. غريب جداً.. أو مثلاً إلى تجمّع أو منبر «خلاسي»؟.. لا يُعْقَل! و«يعقل» من «العقل». إنّ الخلاسي «شكَر»، ولا شيء يضطرّنا لذلك.
قال لينين مرّة: «إذا كنتَ فعلاً غيوراً على الحزب الشيوعي ولك عليه مآخذ كثيرة وتريد إحداث التغيير، فانتسب إليه أولاً، ومن ثم حاول تغييره من الداخل». يضيف الحزب الشيوعي اللبناني، هذا إذا كنت خارج الحزب، فكم بالأحرى إذا كنت أساساً من داخله؟ هل تخرج لتصحّح لعلّك إنْ أصلحتْ، بِحَسَبَك، تعود فتدخل؟ إنّ قصّة «سمير وشجرة اللوبياء» مقنعة ومتماسكة أكثر. كيف سيهمّك تغيير أو تحديث شيء تركته؟.. لا أصدّق! وابنُ 7 أعوام لا يصدّق! أعرف أنّ لكَ رؤيةً وذكاءً وقّاداً، لكن الرفيق لينين مقبول يا رجل... ولا بأس به..
أنتَ بمعزلٍ عن أنّكَ لم تكتفِ بالخروج من الحزب وعَلَيه، أنت بُلِيتَ بالنقد على أساس أنّه «ذاتي» وقد تحوّل معك عملياً لنقدٍ للشيوعية العالمية برمّتها، وهذه مسؤولية! ولم تُرِد أنْ تفعلَ ذلك من طابق من الطوابق المتبقية لهذا الحزب الطويل الروح، فضّلتَ أن تفعلها من جريدة «النهار» مثلاً...
كلامُكَ في الليل يا رفيق، تَمْحوهُ «النهار»، مع أن ليلك «معنا» كان مديداً محمّلاً بالمواقف الحزبية الحازمة والصاخبة أحياناً، هل كنتَ صادقاً كلّ هذا العمر؟ فالعكس مرعب. وإذا كنتَ صادقاً، فكيف استطاع أن يمحو ماضيكَ النهار؟ ليس حتّى النهار، نهار! نهارٌ واحدٌ هو. خرجتَ من الشيوعية إلى اليسار، إنّكَ خرجتَ ولن تعود...
يا رفاق الدَّوامِ والأَصْلْ،
إنَّ سرّاً من أسرار الطبيعة والجدليّة في آن معاً، يَربُطُ بين سطح الشيء وقعره، كما النقيض يحمل داخله النقيض، وفي لحظةٍ من التاريخ يصبحان واحداً.
تنقع عنباً أو كرزاً في وعاء من الماء لغسله، فيطفو على السّطح دونما عذاب، كلُّ ما هو «هشير» و«فقش»، البعض يسمّيه «عكش»، البعض الشمالي الآخر هواؤه يسمّيه زَغَلْ (وتغنّي فيروز: ليالي الشمال الحزينة و«زَغَلي» طَوَّل أنا ويّاك)، ما همّ، المهمّ أنّه طفا، سبحان الله.
يُشَمَّسُ التين المسطوح كي يُنشّف فيطبق على نفسه ويتكوّن بداخله بعض القش والدود الصغير. يُنقَعُ في الماء فتطفو على سطحه، إنّها السعادة.
تنقع أرزّاً أبيض كالثلج، وإذ به يلفظ السوس والزَغَل والكَسْر إلى السطح والقعر، كلٌّ بحسب وزنه. تنقع الحمّص فتجد أنّ حجراً ناعماً من الوحل قد تفتّت ونزل إلى قعر الوعاء، أما العدس، «أعكَشُهُم» فيُصوَّل على المحقان قرب العين بالماء الغزير، حتّى يفكّ عنه البحص والقش و«الدحيريجة».
... وما أدراكَ ما الدحيريجة؟ إنّ الدحيريجة أسوأ وأخبث أنواع الطفيليات.
أيّها الرفاق، لا تحلّلوا كثيراً ولا تحاسبوا، لم يترك الحزب إلّا مَن كان يجب أن يتركه، ولم يَطْفُ على سطحه أو يهوِ إلى قعره إلّا مَن كان محكوماً بذلك. إنّ الطفيليات تغادر عادةً مرتاحة البال، فقد أتمّت عملها وانتقلت إلى نشاطٍ آخر.
لا تأسفوا عليها ولا على الخبز والملح. ماذا؟ هل تريدون أن تقدّموا حزبنا الشيوعي دون تنظيف؟ هذا عيب، بحقّه، بحقّنا، وبحقّ كل المدعوين إليه يومياً. وشكراً.
زياد عاصي الرحباني 



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1859

الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012

المقال لمَن يريد أن يعرف عمّا نتكلّم

الغباء الرحيم 


أولاً: أرجو من القرّاء الكرام إتمام القراءة حتى النهاية، قبل إصدار أي رد فعل عدائيّ مع أولى كلمات هذا «الشيء» التالي:
ثانياً: أعزّائي، تحية وبعد...
إن اتّهام المرأة بالغباء المفاجئ ليس معيباً ولا مهيناً ولا حتى عنصرياً، وخاصةً أنها صفةٌ غير قائمةٍ بحد ذاتها، فهي ليست الوحيدة، لا بل هي (بخلاف ما يتبادر إلى أذهانكم ولا أعرف مصدره تاريخياً) أسلم الصفات وأكثرها إنسانية لديها ودون منازع (وأعني: المرأة).
إن الغباء عموماً، غير محبّذٍ أينما حلّ، أدري، لكن الغباء المفاجئ عند المرأة، محمودٌ مشكور. إنه مباركٌ مبروك. فهو فطري ومتوازن بالغريزة، إذ إنه لا يظهر ويتفشى إلاّ في لحظة الرفق بالمجتمع العام، عند حلول الرأفة بالبشرية عليهنَّ (وأعني: النساء)، وهي، عادة ما تكون قبل آخر رمق، ويسمّى بالمحكي اليومي: في اللحظة الأخيرة، وتكون طبعاً دائماً، مناسِبة. تكون ويحلّ من بعدها فوراً: الحمد لله.
أعزّائي، إن عارض الغباء العابر الموقوت (إذا جاز التعبير) يعيد إلى المرأة رونقها الأساسي، وجهها الطفوليّ الأزليّ، عجزها المزعوم المثير لكل أنواع الإثارة، تتصدّرها الشفقة. إنه، سبحان الله، يعيد إنعاش فُتات الرجولة المتطاير في كل «حدب بلا صوب»، طوال اليوم. إنه غباءٌ رحيم. هكذا شاءه الخالق. غباءٌ أراده، ليُطَمْئِنَ الرجل إلى أنه، إن هو احتملَ مسار الشرّ المنعَّم، المبيَّت المنسّق، الثابت المتسرّب منها، والمتغلغل فيه دونما كلل، مسار الشرّ المُلطَّف بالعناق، المجاور للخناق المسهَّل كالرواق، حتى بلوغه شعور دنوّ الأجل والاختناق ــــــ إن هو فَعَلْ، حلَّ فيه هذا الغباء، حلّت فيه نعمةُ هذا الغباء. إنه أساساً، الصفة اليتيمة الوحيدة التي، في هذه اللحظة، «تكسر الشرّ». وكيف لا؟ فهو يثير لديه السخرية ومن ثم الضحك فيتحوّل ليثير عنده، وهذا ما يحدث دوماً، الشفقة. هنا، تكتمل الدورة وينتقل إليه الغباء. لكن الفرق هنا كبير. فغباؤه جدّيٌّ ونهائيّ، ناضجٌ، فهو أصيلٌ موروث. غباؤنا ثابتٌ، فهو مرتبط بقيم تلازمه تاريخياً كالعنفوان والعزم، كالبأس والفأس وكل ما إلى ذلك من دهاء فغباء.
تَكْره المرأةُ الشفقةَ في صميمها، لكنها تستثيرها بالغباء. وما سرّ ذلك؟ لا ولن أدري، وما همّ فهل هو السرّ الوحيد؟ المهمّ أن كرهها للشفقة يستثير لديها الشرّ فيبدأ النهار هكذا، وهكذا ينتهي النهار. هَلّا أعدنا حساباتنا، والأَوْلَى انطباعاتنا عن الذكاء والغباء؟ أرجوكم، ما هو وأين هو الذكاء؟
ملاحظة: جمع امرأة = نساء!
صفحة أولى
العدد ١٩٧ الجمعة ٦ نيسان ٢٠٠٧
ملاحظة مستقلّة: نتابع غداً مع المتبقي عن قوى اليسار الديمقراطي، أحد مكوّنات جبهة 14 آذار
الإمضاء: المكتب الثاني ـــــ الثاني



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1858

الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2012
خبر عاجل ---- خبر عاجل ---- خبر عاجل ----
تعداد قوى 14 آذار:
ملاحظة: مهما فعلنا وجَهِدنا وبحثنا ونقّبنا فإن عملية حصر نهائية لهذه القوى باتت من رابع عشر المستحيلات (إن المستحيلات عالمياً وعموماً سبعة... يللا ماشي الحال هلّق). إن ترتيب الأسماء التالية لا يعني أي شيء على مستوى الفعالية أو الأهمية فكلّه مرموق وفعّال وبعضهم حِلَو Hilaow (مصباح الأحدب، سامي الـ hilaow، سيرج طورسركيسيان، السيدة والسيد نايلة عالغصون عِينِي~~~ إلخ...).
صقور قوى 14 آذار: سعد الحريري، بهاء الحريري، أحمد الحريري، نادر الحريري، بهية الحريري... وأي حريري قد نكون نسيناه أو لا نعرفه وبالاضافة الى نازك الحريري، الرفيق التَتَرستاني ـــ الكردستاني ـــ الأبخازيستاني ـــ الألبانستاني والشوفستاني فالمختارستاني في كليمنصو: و. ك. ج [W.K.J.org]، الشهيد الذي لم ولن «يَمُت» M. Yamot ـــ مروان، الرئيس السابق أمين الجميّل، الدكتور سمير جعجع، النائب والوزير السابق المرحوم نسيب لحود، النائب دوري شمعون، النائب والوزير والمرشح الدائمون بطرس حرب، رئيس الوزراء السابق والعائد وأحدب ـــ هَوَّز ـــ حطّي ـــ ذهبٌ، الأخطل الصغير ـــ الخطير، كارلوس ـــ راميريز إدّه والذي: عاجل: يتغيّب في كثير من الأحيان لانشغاله بالإعداد في منتهى السريّة لعملية احتجاز أحد مندوبي الدول المصدّرة للنفط، «أوبيك» ـــ OPEC أثناء انتقالهم جوّاً الى اجتماع طارئ كل فترة وهذه المرّة في الشارقة وعاصمتها الشارقة بعد أبو ظبي.
قوى اليسار الديمقراطي (من غير الصقور أو قوى 14 آذار الحزبية أو المرجعية أو برضو المستقلّة): مي شدياق، نهاد المشنوق، سليم وردة، ميشال فرعون، سليم الصايغ، محمد الحجّار، باسم السبع، طوني كرم (هيك قالولي الاسم عفواً)، نديم الجميّل، النائب والضابط الأسبق جان أوغاسبيان، سجعان قزّي (النمر الصامت)، نديم ـــ OPP ـــ الجميّل، محمد الحجّار: نائب إقليم الخروب والدبس والطحينة التي على الأرجح طار يوماً ما جزء منها باتجاه عينَيه وهو ما زال يعاني بين حين وآخر من السمسم الصغير فهو فعلاً لا يُطاق في المعدة فكيف في عين ثاقبة؟، النائبان فؤاد السعد وأنطوان سعد (عن شو؟ بعرف، بس لشو؟ ما بعرف، أنا وكْتيرين غيري والفايسبوك قد يكون اذا اضطرّينا أكبر دليل)، محمد شطح (قدّ ما بدكن وساعة اللي بدكن وما فارقة معو شي لأنو كل اللي عم يتساوى غلط بالحاضر وبتيار المستقبل وبالماضي)، إدمون رزق (مرجعيات وثوابت)، وليد عبود (الصحافي والمذيع ـــ إل.بي.سي سابق، غير منحلّ، مسؤول ماضي عن ملحق الشباب في صحيفة «النهار» حيث تَسْرَح نايلة الحقيقية، نايلة المستقبل، تسرح بشعرها المتطاير دون مراوح أو شبابيك مفتوحة، تسرح بإرث سياسيّ شابّ، شَبَّ ثم شاب، وهو يَشِبُّ يومياً ولم يَشِبْ لكنه غاب... ذاك الشاب). وما هذا النثر الذي سبق سوى لأنها بشَعرها الطويل حتى الأساليب، وصلت الى باب مكتب المنـــاضل الممــــوّه
الفلسطو ـــ أُممي الياس دلال. م ـــ الخوري 

***

وقفة: أعزّائي القرّاء، كان يُفترض أن يكون اليوم بحسب الترتيب السابق لتموضع قوى 14 آذار عموماً خلال السنة والنصف ونيّف المنصرمين، قد وصل دور الحديث ببعض التفصيل عن قوى اليسار الديمقراطي، هذا صحيح ولكنّ الدخول فعلاً الى غرفتهم الصغيرة حيث يجتمعون على السوديكو في محيط شركة «كايبل فيزن» Cable vision لتوزيع الأقنية والصحون اللاقطة وحجب كل ما لا يعجبها أو لا يعجب س. الحريري أو ف. السنيورة أو م. زيدان أو أحد شركائهم إن وُجدوا غير مقتولين على الطريق الممتدّ من خلدة الى مشارف الرميلة قبل جسر الأولي المؤدي الى عاصمة الجنوب المحرر والأسير المتحرِّر الا من تعليمات نتحفّظ حالياً عن ذكرها كمكتب ثانٍ ـــ ثانٍ ثم ثانٍ وذلك حتى النصر. إن الدخول كما سبق وقُلنا الى عالم اليسار الديموقراطي، مُهمّة ليست صعبة أو مستحيلة فقط. إنها باختصار تشبه التسمية بحدّ ذاتها، إنها صورة طبق الأصل عمّا فكّر به الشهيد رفيق الحريري وشاوَرَ أشدّ اليساريين وخاصة الشيوعيين منهم بأنّه تيّارٌ سياسيَ يستطيع أن يبنيه بنفس الطريقة التي كان يبني فيها منطقة سوليدير في مقابل نفسه، حتى يحصر المنافسة، حتى السياسية، به وببنك البحر الأبيض المتوسط، فكانت هذه النتيجة والأكلاف باهظة. وكاذب مَن يدّعي بأنه يعرف الأرقام، وخاصة أن مفكّري اليسار أساساً مُكلفون عند شراء ضمائرهم، فهم يقبضون مرّة عن التحوّل ومرّة عن النقد الذاتي وبشكل ثابت عن التوبة عن العودة. لذا فقد اقترحنا، بعد استشارة بعض الرفاق، الاستعانة بالرسم على أنواعه ولم يتمّ بعد اعتماد نوع نهائي حتى هذه اللحظة، كل ما هو متوفّر لدينا هو مسودة مرسومة بشكل بدائي جدّاً وعلى الأرجح فاشل قد قمتُ به علّني أعطي فكرة لمن سيقوم بهذا العمل بشكل أوضح عمّا هو اليسار اللبناني الديموقراطي.






زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1855

الجمعة 9 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحبانياليكم في ما يلي مُختصر من بيانٍ صَدَرَ في 9 آب 2012 عن أولئك «الشيعة العقلاء»: صدر عن عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان العلّامة السيد هاني فحص والمستشار في المحكمة الشرعية الجعفرية في لبنان القاضي العلّامة السيد محمد حسن الامين بيان حول الموقف من الثورة السورية (لهلّق المقدمة أطوَل مما كانت الثورة بوقتها)
بسم الله الرحمن الرحيم (أكيد أشرفلكم لأنهم كلٌّ في بيته الآن أو في الجامع ربما، ولأن القصة في آب المنصرم أقلّ مما هم منصرمون).

«فاستقم كما أُمرت ولا تتبع أهواءهم»
بيان
إننا نحن الموقعَيْنِ المعروفَيْن أدناه (وأعلاه!) محمد حسن الأمين وهاني فحص، المعروفين للقاصي والداني (وكوستا وستارباكس) شكلاً ومضموناً ونهجاً وسيرة... واختياراً نهائياً للاعتدال والتوسط والنسبية والتسوية... انسجاماً مع مكوناتنا وخياراتنا الإيمانية والإنسانية والوطنية والعربية (هكذا اكتملت المكونات ومكنوناتها) ، وانتمائنا الاسلامي العام (كما في كلّ عام) الذي لم نشعر مرة أننا مضطرون ولا طلب منا احد، أن نتنصل من خصوصيتنا الشيعية من أجله، وكنا دائماً على يقين انه لا يناسب التشيع أن نجافي روحية الاسلام التوحيدية الوحدوية ألخ............................ وتواصلاً مع موروثنا الشيعي في مقارعة الظالمين (غير سعد وفؤاد ونهاد والضاهر والقادري والكبّارة وسْلام والحِلَوْ Hilaow والياس والياس وزياد ونصير وسمير رحمهما الله وسمير وسميرة وسَمَر وسَحَر وطبعاً نَقسُم بالله العظيم وبالضَمّة بدل الكَسرة وبالفتحة بدل الضَمّة وبالديك وبالحمام ولله الحَمْد و«الحمادة الأكرم»...) ونصرة المظلوم أياً وأينما كان، والتزاماً منّا بموجبات موقعنا الديني المنتقص من دون أن ينقص، بالقوة والجَمهَرة (!!! شي حِلَو Hilaow) والكلام التعبوي اليومي الخ... وتجسيداً لميلنا المعروف المعروف (الجماعة معروفين كتير يا جماعة) في الاعتراض الجهيد على الخطأ الخ...
نكتفي بهذا القدر من البيان فـ«العقلاء الشيعة» معروفون كما لاحظتم، وهم أشهر من أن يُعَرَّفوا. ونبقى مع «شيعة فوّار الديمان»:
السيد علي الأمين (مفتي صور ــ النبطية)، السيد هاني فحص (من البعث العراقي السابق سابقاً أواخر السبعينات)، السيد محمد حسن الأمين (مفتي صيدا) ابنه السيد علي الأمين ــ صحافي حيّ الناعسة الدابلة حتى الدامور وحتى النصر على ولاية الفقيه، وذلك في جريدة البلد ــ صفحة أولى وكي لا يطابق شَنُّ الأمين هذا طَبَقة طابقه طوني فرنسيس من الحزب «الشموعي» ــ الباكي المبلَّل، طوني «حَبِيبنا» فرنسيس، الراقد المنشَقّ تحت شمس البترون وسط ممالحه الممتدة من نشأته البترونية الى جانب مرسيل خليفة العمشيتي والأخوة شربل وبطرس روحانا، حتى طوني وهبة صعوداً شمالاً في بشري أو زغرتا، لا أذكر جيّداً، وفي ذلك: قلّة فَرق. ربّي، لماذا أطبَقَ هؤلاء على بعضهم البعض من قلّة النخوة وكثرة «الزَهَق»؟
لقد تزايد هذا النوع من الفطر الشيعي الديماني، كالفطر النادر الذي لا يؤكل لأنه مسموم فيسمّم من يحلو له أكله وحتى تذوّقه لمرّة واحدة من قبل أولاد المنطقة الموارنة الحلبيين (الحَلالِبة)، وأصبح قدوة الحقد على نصر الله وعودة قومه للفقيه المفدّى. وفجأةً، وعلى حين غُرّة، عاد صحافي لامع من زاروبة قَصَدَها ليدخّن في هذه المعمعة من العقلاء والشيعة، فإذا به جورج بكاسيني ـــ ما بكاسيك، لأ بكاسيني وسيني فيك ـــ هُوَ الذي جعل هو ومعارفه الحديثة من السُنّة المفجوعين الصابرين وعلى مراحل ـــ جعل حزب الكتائب على تنفّخ خدود مسؤوليه ورؤسائه، أكثر تقدميّة وانفتاحاً من تيّار المستقبل وحلفائه ذوي الصليب المشطوف.
إنّ «عقلاء الشيعة» بحسب قوى 14 آذار والذين هُم «شيعة فوّار الديمان» بحسب قوى 8 آذار يأخذون مكانهم الصحيح بجَمع رقمَيْ: 8 + 14 = 22 ومن ثم قِسمة 22 على 2 (أحزاب: شيوعي/ منظمة/ قومي/ بعثي/ ناصري/ الخ... = 1 ويسار ديمقراطي وأحزاب: كتائب/ أحرار/ كتلة وطنية/ قوات/ تجدد ديمقراطي/ أمانة عامة الخ... = 1) أي: 22 ÷ 2 = 11 < >. إنّ «عقلاء فوّار الديمان الشيعة» هو سينتيز synthese اسم تجمّعهم الحقيقي، وهذا يفيدهم أكثر مما يفيدنا صراحة.
التتمة نهار الجمعة في 9 تشرين الثاني 2012.
فاصل مع الإعلان: تضرّع اللحظة الأخيرة
«أوباما» الذي في السماوات، لا تجعلْني أتعرّض لأي شيء نتيجة هذا المقال وأضطرّ أن أسلّم نفسي وأنتهي في سجن «رُومْنِية».



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1853

الجمعة 7 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحباني
لقد رافق اللائحة ـــ التسلسل التي أوردناها أعلاه، وهنا <أعلاه> غير موجودة بعد لأننا في السطر الأول يا إخواني وهو الأعلى بلا منازع ولا أعلى الا اذا عدنا الى المقالة السابقة «المعلومات» ــ «المكتب الثاني» الثاني [4]. ويُقال <أعلاه> بالحقيقة، إن شئنا، فاللائحة المؤلّفة من سبع محطات «أسيريّة» (أسير ــ 1، أسير ــ 2، أسير ــ 3 ألخ) كانت فعلاً أعلاها لا أعلاه. أعلاها من حيث التسلسل الجهنّمي لسلسلة من محاولات الاغتيال والأسر والخربطة الأمنية المتنقّلة التي ما زلنا موعودين باستمرارها وهذا على ذمّة اللامع النائب الحاضر الغائب المتأمّل الخائب الصابغ والشائب الأستاذ حفظ الله قَدْره، نهاد المشنوق. المشنوق، الذي وبعد أن أطلق إبنه علينا وعلى طاولات ومقاعد وميكروفونات وفواصل إعلانات برامج الـ «توك شو» Talk Show السياسي، أطلق ليل الخميس الماضي ـــ ومن على منبر برنامج «كلام الناس» يا ناس، مقطعاً من مسلسل سنّيٍّ ــ بوليسي، لذا فهو دائماً شيِّق حيث تتطاير الأراكيل في آخر الفيلم وتصيب شظايا زجاجها كل من هم ليسوا من المَنْطِقة وتُلفظ Mantika ـــ أطلق تَعليمةً وكأنّها للاعبي سباق الخيل يوم السبت، فقد شاهد هُوَ أو أن شاهداً شاهَدَ من أهلهما المشتركين حالياً، في محيط شمعون ـــ ساسين، لعنةً شيعية على شكل مواطن شيعي بكل تأكيد، وعن بُعد يبعد بالضبط بُعدَ ولاية الفقيه عن ترايسي شمعون، وهو مشترِكٌ لا شكّ في جريمة وسام الحسن (وليس فتحي الحسن)، إن لم يكن المخطِّط. وهذا المشهد الخاطف هو ما يَسبق المطاردة النهائية التي ينتهي بها «الفيلم البوليسي» حيث يقع اشتباك مسلّح بالأسلحة الرشاشة والصاروخية المحمولة والقنابل اليدوية ويتوسّع حتى يطال مقاهي الأراكيل حيث صار كلّ روادها يجلسون في الخارج طبعاً بسبب قرار منع التدخين. ويشتمل مشهد الاشتباك أيضاً، وقبل النهاية بدقائق، اختراقاً لكتيبة أرض ـــ أرض مدجّجة بأراكيل المولوتوف، وقد اخترقت من شارع الكليّة العامليّة من جهة، ومن حيّ بيضون من جهة اخرى، مِحوَرَ السوديكو سكوير على طريق الشام (وها بنا عُدنا... آخ يا الله). فما العمل؟ (نعود اليها كلّما عاد أحدهم الى طريق الشام).
لقد كان واضحاً منذ سقوط بابا عمرو، أي في بداية التسلسل «الأسيري» المنشور فعلاً أعلاه ومجموعه، للتذكير فقط: 7 X الأسير = 7 أسيريات، كان واضحاً أنّ فريقَي لبنان الراجع كي يتعمّر، لبنان الأسطورة، لبنان جوهرة الشرق، لبنان ـــ «عيش لبنان!» (ولنا عودة طويلة لكل عبارة تبدأ بـ «عيش!»)، بقيا كلٌّ على موقفه. وقد قرّر فريق 14 آذار أو أنه نفّذ قراراً فحواه:
فحوى القرار: إن كلّ هذه الأحداث السبعة من تخطيط وتنفيذ حزب الله ومن خلفه سوريا كالعادة، وأنه وبعد محاولة اغتيال «الحكيم» انطلق زمن الاغتيالات مجدداً. لذا، فحكومة الميقاتي، حكومة غير قادرة على ضبط الأمن، هذا الحامي الوحيد لحرية الغرافيتي والتعبير. ولقد كان الشرط الثالث غير القابل للجدل بعد تهمة تنفيذ الاغتيال أولاً وضرورة استقالة الحكومة الهزيلة ثانياً: تسليم سلاح حزب الله فوراً قبل أي حوار.
أما حزب الله، فثابت على جوابه المُمِلّ والمستفِزّ حتى لمهاجري الحمام على شبابيك وسطوح قلب المنطقة الغربية من بيروت وديوكها، وحركة «أمل» تتضامن مع «الحزب» عموماً وهذا لصالح الطائفة الشيعية العامة المعروفة، وليس طبعاً لشيعة ما سُمّي مؤخراً بـ: «عقلاء الشيعة». إن «عقلاء الشيعة» هؤلاء، هم مجموعة إضافية أضيفت على خريطة الأحزاب والمجموعات السياسية والمؤسسات الأهلية حكومية أو غير حكومية، وحالها متفاوتٌ منذ ما بعد أحداث درعا ـــ سوريا في 15 آذار 2011.
سننتقل الى وصف حالة كلّ من هذه المجموعات أو الأحزاب في المقال المقبل يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني 2012.


زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1851

الاثنين 5 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحبانيفاجئك دبي دوماً، فقد كان نتوؤها السريع عن خريطة الإمارات العربية المتحدة، مفاجأة أولى، لا يفسّرها حتّى يومنا هذا سوى
اضمحلال دور بيروت التاريخي كلياً نهاية الثمانينيات. دورها كمساحة للصيرفة المصرفية والسمسرة العقارية والسياحة المفتوحة والضيافة الأجنبية للأجانب والعربية للعربان. هكذا كان موقف الحكم في الإمارة من المهاجرين السوريين الداعمين، في النهاية، للإخوان المسلمين مفاجأة أخرى. ولا يضاهي ولع الفريق الحاكم في هذه الإمارة بالوهابية سوى ولع روسيا الاتحادية بها، وتحديداً الليالي التي يمضيها الرفيق سيرغي لافروف، نتيجة غرامه البائس تجاه «الإخوان»، كلّ أخٍ على حدة، من دون أن يدري الآخرون. نعم، لقد تعاون النظام السوري هذه المرة مع موسكو. وهي المرة الأولى التي، وبخلاف تاريخ طويل من انتظارنا نحن كأفرقاء لبنانيين متواجهين لمخابرات النظام السوري الهاتفية فقط، ينتظر النظام السوري المخابرة اليومية الروسية من موسكو، من الكرملين، من بوتين، أي على الهاتف مع شخص سيرغي لافروف. لافروف، هذا الشخص «الجداريّ» المسلح بباطون مسلح ثخين (TKHEEN) وصاحب النَفَس غير الطويل، بل على العكس نَفَسٌ مقنّن جزئياً كي لا ينقطع أثناء سماع القطريين يعملون ويتكلمون في السياسة العالمية مع روسيا، القطريون الذين أخذوا على عاتقهم إسقاط النظام الروسي بعد السوري بدءاً بإلغاء انتخاب الرئيس بوتين وصولاً إلى الديموقراطية وحرية التعبير والغرافيتي والطرش الروسي على الحيطان. وقد تألّب السعوديون أيضاً على لافروف، الذي نهرهم بدبلوماسيته والثبات _ فلم يصدّقوا آذانهم، لم يصدّقوا أن روسياً «شحاذاً» كالعادة يمكن أن ينهرهم، فصحّح لافروف وعدّل في الصياغة وشتمهم. واضطرّ أن يؤكد لهم أن «لا علاقة لمساحة روسيا وكبرها بصوابية القرار، فالكِبَر والصِغَر يعود إلى حجم العقل البشري لا المساحة»، وكان ذلك رداً على المناضل والتقدمي القطري الأول على رأس تيار «الإصلاح الثوري الربيعي الديموقراطي»: حمد بن جاسم. إن ثبات سيرغي لافروف مصبوب ومجبول بالحائط الذي هُوَ هُوْ، ثباتٌ كالنحاس الأحمر الثمين في وجه عربان الـ: «م. ت. خ»، أي: C.C.G. هؤلاء العربان الذين جرّصونا يومياً خلال السنة الحالية والمنصرمة بتهديداتهم الصارمة المنتهية الصلاحية منذ إعلانها، ومواقفهم النقّالة، وبالتالي غير الشغّالة، وأنا أستذكر فقط مثلنا الجنوبي ليس إلّا. جرّصونا ولن يكفّوا يوماً عن ذلك، إلى أن ينضب في نهاية المطاف «ذهبهم الأسود» كسيمائهم، كأخلاقهم، كأوضاع مواطنيهم العاديين الذين لم ولن يتعوّدوا بإذن الله على عاديّتهم «البذيئة» فقراً وجهلاً وحرماناً. وأخصّ النساء برغدهنّ والعناء، باحتجابهنّ وتطويرهنّ للأداء، برفضهنّ لحجابٍ لا يعرف موعداً للجلاءْ وثابتٌ دون حياءْ وهو يزيد، على خلاف المبتغى، اللاأخلاق واللاحياء. بالمناسبة لم أفهم حتى الآن لماذا تكون المملكة العربية السعودية، في نهاية مطافها السياسي، ضد ما يسمّى «الإخوان المسلمون»، وهي في الوقت نفسه مع «جيش تركيا الحرّ» لصاحبه «أوغلو ـــ الأسعد»، ربّما كان موقفها هذا من نتائج سقوط بابا عمرو في حمص المذهلة. إليكم في ما يلي الجدول الذي ترتّبت، كما ذكرنا سابقاً جداً، الأحداث في سوريا وفي لبنان على أثر فشل عزل منطقة سورية وأخرى أخوية لبنانية عن باقي البلدين: (0) سقوط بابا عمرو بيد النظام السوري. «الأسير ـــ 1» (1) أول اعتصام للشيخ الأسير في وسط بيروت. «الأسير ـــ 2» (2) محاولة اغتيال سمير عبر شجرة اللوبيا. «سمير الأسير ـــ 3» (3) مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه. «الأسيران ـــ 4» وقد تلاها أسبوعان حافلان من المعارك بين الأسيريّين وأعدائهم المؤمنين في طرابلس بفرعيها باب التبانة وجبل محسن، وبعض مناطق الشمال. (4) أسرى بالجمع طبعاً كونهم شيعة عائدين من إيران عبر تركيا بعد زيارة العتبات المقدسة وعددهم 11 «نفراً» !!!. «أسرى ـــ 5» (5) محاولة اغتيال نهاريّة جداً للشيخ بطرس حرب. «الأسير ـــ 6» (6) فجأة وبعد اغتيال اللواء وسام الحسن (وهو غير فتحي الحسن طبعاً)، ظهور البدر باكراً خلال فترة ما بعد صلاة العصر، وقد أخذ شكلاً يشبه الصحافي المخضرم المرموق نديم قطيش (غير المصرّ على شيعيته). «الأسير ـــ 7» التتمة نهار الاثنين 5 تشرين الثاني، بإذن الله.


زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1849

الجمعة 2 تشرين الثاني 2012
مانفيستو زياد الرحبانيما كدنا نرتاح من محاولة اغتيال الدكتور سمير حتى واختصاراً ودون الدخول في تفاصيل ما بين النهرين، قُتل الشيخ عبد الواحد
إن كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار ـــ وكلمة قوى توحي لي دوماً بأن هنالك فعلاً قوى وأكاد أصدّق في بعض الليالي، وعندما أصحو في الصباح أجد أن حتى قوة واحدة لم أجدها طوال الليل ومحاولة فهمهم في الليل لا قوّة، ولا حول ولا قوّة. فمن أين هذه القوى يا ولدي؟ ـــ كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار هو برأي القوى هذه الافتراضية حتى الآن والمدججة بالإعلام والمحاطة بشكل خاص بالمنظمات المدنية «غير الحكومية» ــ ينتمي إلى مجموعة من الأغنام الأسيرة الرأي والقرار والموقف. أما نحن في 8 آذار في يوم المرأة العالمي المقهورة المقموعة المسلوبة الحقوق المخالفة لكل قوانين السير والهواتف المحمولة والسمّاعات والآي فونو والآي فيك والآخ يا ربّ، لا منظمات لدينا سوى فقهية فارسية أو عربية سورية وهذا أصبح مؤسفاً لقوى 14 آذار ـــ التي تحتفل بمناسبة اليوم العالمي للكلى في كلى الحالات أكان سعد أم لم يكن، أكان باسم السبع وعقاب جماعي صقر (الاسم الثلاثي) أم لم يوفقا بحجوزات للعودة ـــ والباقي من منظماتنا هي عكس منظماتهم المدنية أي حِكماً عسكرية، نعتقدهم بالمقابل أسرى السفارة وأسرى التزاماتهم غير الممكن الوفاء بها ووعودهم لجماهير «كَشَّتْ» على مرّ السنين كما «يكِشّ» القطن في الماء الساخن. هم أسرى رسائل فيلتمان النصيّة وقد شهد لهم «ويكيليكس» على طول المصداقية الشريفة وعرضها وعلى كل الشاشات الموتورة بهم أو ضدهم.
أعتقد أن صفّ الأحداث بالترتيب الذي سيأتي تباعاً سيسهّل هذه المقالة اللعنة ــ وأدري. لكن ما باليد حيلة ــ وتَدرون. إذا افترضنا، وهو عملياً كذلك، لكني ذكرتُ كلمة «اذا افترضنا» لواجبات العمل الصحفي المـوضوعي، وكي لا تخدش حرية التعبير أحدكم أو يُمسّ شعور مرهفٌ لطرّاش غرافيتي في عزّ طلعته على الحائط المواجه لحاكم مصرف لبنان والمهاجر، علينا أن نعطي لحدث سقوط بابا عمر في حمص، سوريا ـــ بمعزل عن تضارب المعلومات اللانسانية التي رافقته، لأن الاكيد بعد سماع جميع الاطراف ولكل هذه المدة، أن كل ما حصل لا انساني لكن: هذا ما حصل، وهي ليست أول مأساة إنسانية في كل حقبات التاريخ، وبالمناسبة عندما نصاب بالعجز والحَنَق والدهشة من المفيد دوماً تذكَر الحرب العالمية الثانية ـــ علينا أن نعطيه دوره كنقطة تحوّل كاملة ورئيسية في مجرى ما تَبِع في سوريا وأيضا في لبنان. لقد جَمُدَ الحراك المبرمج من جانب الفريق المتواطئ ضد سوريا الأسد وهو الأميركي وأخوته وأحفاده وأقرباؤه الشرقيون بعد هذا الحدث، وزادت برودة المراوحة في مجالس «الانسان» (مجلس الأمن، الهيئة العامة، مرصد حقوق الانسان إلخ...) واستفحل الشلل الغربي عمّا كان فيه منذ بداية الحراك السوري في 15 آذار 2011. كان موقف الغرب وخاصة الاميركيين لا يليق بالبنتاغون ولا بهوليوود ولا بالبيت الابيض طبعا ومكتبه البيضاوي ولا حتى بحلقة تلفزيونية من برنامج Ironside (آيرون سايد) وذلك قبل انهيار المعسكر الاشتراكي أو بـ X Files (إكس فايلز) بعد انهيار الاشتراكي هذا. إن حسم النظام السوري ولافروف لهذه المعركة بالذات لصالحهما كسر الهيبات وفركش الاستعدادات التي كانت مطمئنّة إلى مسارها، وعلا «هِواشٌ» عالي الصوت لا اللهجة ـــ فالـ«هواش» لا لهجة له ـــ من مجلس التعاون الخليجي، وراح يحاول التوسّع بالقوة وبخلاف أمزجة الإمارات المحيطة وبعض ما تبقّى من وادي الأردن، بينما صمت العراق والجزائر وكان زينة الفرز المذكور موقف لشرطة دبي مفاجئ جدا وحاسم وحسَنٌ ومشرّف في نفس الوقت. فقد أكد قائد شرطة دبي ض. الخلفان لنا وللأميركيين وللمصريين ولليبيين وللرئيس التونسي المفاجئ والمتفاجئ وفجأة أن في الأمر، وليس في سوريا فقط، بل وفي دبي: اخوان مسلمون. وهذا ممنوع قطعياً في دبي وإن أمكن خارجها والأفضل للوصول الى هذا المبتغى هو ومن الآخر: ضربهم بكل ما في الكلمة من أنواع الضرب، فهم لن يستسلموا مع أنه يجب أن يفعلوا. وهم لن يتوقفوا، فعلينا إيقافهم، وعلينا وعلى أعدائنا والسلام.
التتمة نهار الجمعة القادم.
ومرافقه على حاجز للجيش اللبناني الأسير، والأسير عكس الحرّ، في منطقة العكار ــ مفرق الكويخات. عند هذه الحادثة أظن أنه يجدر بنا أن نعود الى أصل الحادثتين: «وردة عمري» وكويخات الثنائي الحرّ خ. الضاهر وم. المرعبي، فقد وقع قبلهما حدث بأهميتهما وربما أكثر وعلى علاقة بنفس الفريق الذي هو فريق حاكم حتى لو كان في المعارضة، وهو بالمناسبة حرٌّ وحرٌّ وحرُّ، أما السيدة ماجدة الرومي فحرّة.


زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1847

االاربعاء 31 تشرين الأول 2012
الوضع ليس ممسوكاً وستُضطرون إلى التصفيق بيدٍ واحدة. ورغم أنكم وأننا كما فَلَقْتمونا منذ استشهاد القائد معروف سعد بأننا على
مركب واحد وأنه إن غَرِق / كلا ونعم هذه المرة سيغرق المركب ولن يغرق الجميع. سيغرق مَن قادوا هذا المركب للحقبة الزمنية الأطول مذ صُفِع فتى الكتائب الأغرّ كي نستقلّ ولم يُجدِ، مَن؟ لم يُجدِ كل ما درسناه في كتاب التاريخ وكل ما ستحاولون كتابته عن الألفية الثانية والثالثة التي قد تُعلَّم في الرابعة إذا وافق < سامي الحِلَوْ > ـــ وتُلفظ من فضلكم: hilaow ـــ على تحديد العدد الإجمالي لشهدائه بعد أن وافق الحاج رعد على طلب تقدَّمَ به شهداء المقاومة في لَحدهم على لجنة مشتركة من شهداء جميع المقاومات والقدّيسين. إن محاولة اغتيال الدكتور سمير بالقرب من شجرة اللوبياء البادرية، أي على مسافة من «وردة عمري» الذي ضيّعه هذا الشاب المتنوّر اللامتهوّر إطلاقاً من دون أن أستشهد، بينما ضيّع أعماراً أخرى بالاستشهاد الناجز العديم التأثير يا للهول! يا لأهل هؤلاء الغائبين الى الأبد خاصة ـــ إن كانوا إضافة الى نكبة خسارة أولادهم من ساحة بحمدون الى شرق صيدا الى أطراف جزّين ـــ إن كانوا ممن شَغَلوا على مضض عاسٍ، الشاليهات التي تمدّدت لأجلِهم من طبرجا بيتش وهوليداي بيتش و«صان أون ذا بيتش» حتى سماء صلواتهم على باب الـ«سمايا»، وتمدّدت لاحتضان جمهور وأهالي شهداء المقاومة اللبنانية ضد اللبنانيين الآخرين غير اللبنانيين ونُكِبوا بنوعية استغلال عنصرية من نوعها وهي، ومحاولةً لشرحها، طَبَقيّة بين مارونيٍّ متملّك ومارونيٍّ متشرّد يغلب عليها اتجاه العنصرية المتفشية الناجحة بين اللبنانيين المُقيمين عموماً واليد العاملة الأجنبية. لم يُصَب الدكتور سمير جعجع، وقد نجا بمعزل عن «وردة عمري»، بسحر رامٍ حمار إن كان هناك من رامٍ... هم يقولون إنهما كانا اثنين، عند هذا الحدّ، الله العليم إذا استثنينا طبعاً الحكيم. ولكن النتيجة كانت حملة دعم لتيار أصولي مسيحي أكثر مما كانت محاولة اغتيال. تيار يمكنه بسهولة أن يمدّ اليد ـــ ولو أنها مصابة على الأرجح في مجزرة إهدن ـــ لتيّار أخيه، أخاه، أخوه وأخٌ للمسلمين على سنيّتهم في البحر العربي المُزَفَّت وعلى سنّة الرسول. لقد راح بعض القوّات بعد الاغتيال اللغز كضحيته عموماً، يُقبلون على تحميل أغاني قديمة لعبد الوهاب ظنّاً منهم أنه لحّن الوهابية بأحلى أشكالها وصاروا يُطرَبون لكوكب الشرق في بيوتهم وليس في المتنزهات وعند شوي اللحم فقط، وفهموا أيضاً قصة منديلها. ما كدنا ننسى مهرجان 14 آذار للاحتفال بالناجي الثاني بعد البارونة «دو ــ حمادة» وتجديد البيعة لشهيد الوطن الأول ومشرِّع ـــ unfortunately هذا النوع من الهنغارات المُطبِقة على الساحل الفينيقي المجهول على طوله (بحسب ناشيونال جيوغرافيك) ـــ مشرِّعاً عن قصد أو عن غضّ طرف، وذلك فداءً لـ«بيروت عاصمة للمستقبل» مهما عَظُمت الصِعاب والى النصر حتى الزيتونة باي وتُكتب وتُلفظ نكاية فينا: Zeytounay ـــ زيتوناي وتبقى كلمة bay ـــ باي بالإجمال الكلمة الوحيدة الصحيحة كتابةً ولفظاً على كل الطرق المتجهة الى المكان، وذلك حتى تُعرَف يوماً ما قصّته بالضبط، ويُعرَف أيضاً عن القائم الأساسي عليه: شو باي؟ ما كدنا ننسى حتى ----> نلتقي صباح الغد، وللبحث إن أردتم تتمّةٌ فَصِلة.

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1846

الثلاثاء 30 تشرين الأول 2012
بعد الإعلان الرسمي عن وفاة عملاق الفن الاستاذ وديع الصافي , قام مكتب السيدة فيروز بإشراف وادارة ابنتها ريما الرحباني بنشر مقطع فيديو صُمم خصيصاً للحدث الأليم وفيه يغني الصافي مع فيروز تم نشره على الصفحة الرسمية للسيدة فيروز بتاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول ,
كما قام المكتب بنشر صور من الأرشيف على صفحة عاصي الرحباني (رح نبقى سوى)

صور








فيديو



صفحة السيدة فيروز ( Fayrouz | فيروز | Fairouz )

صفحة عاصي الرحباني ( رح نبقى سوى )
قال إعرابيٌّ لإعرابيٍّ: أين نلتقي؟
أجــــــابْ: في عِــبّ أمِّ الفرزدقِ
ما علاقة هذه المساجلة الأدبية من العصر الأمويّ بما حصل في بلادنا الأسبوع الماضي داخلياً؟ للوهلة الأولى، لا شيء. أما بعد التمعّن لوقتٍ خاطفٍ نسبياً يُستنتَج وبراحة ضمير، أن العلاقة هي لا شيء سوى الرغبة الجامحة في السُباب واستذكار كلّ مواقع وأحداث ومناسبات ومشاحنات ومبارزات و(غيفارا مات) من التاريخ الغابر العابر حتى تاريخنا الحاضر الدائر، وأقصد هنا بـ«الدائر»: الدائري او المُدَوَّر الذي من أهمّ مواقعه على الاطلاق لا بل حصراً: المستديرة. وقد تكون المستديرة لفرن الشبّاك وقد تكون للطيّونة وقد تكون ما بين عُطارد والبخش الأسود، وقد تكون في ضواحي حمص، حيث كتب إعرابيٌّ لحمصيّ آخر وعلى جانب المستديرة: الرجاء لَفّة واحدة فقط!!!
هل ظنّ أو يظنّ أحدكم، أيها القرّاء الأعزّاء، وخاصة الشرفاء منكم، كالمؤمنين المختارين من بين المحسنين لدى النبي محمد (صلعم) الذي كان يحبّهم، إنّه يحبّكم أيضاً وقد هداكم الله كما هَدى المحسنين وخاصة المؤمنين منكم، لذا أرجوكم وأشدّ على أياديكم وأبوسُ الأرضَ مئة مرّة في اليوم تحت سيّاراتكم وتحت رباعيات دفع أخَواتِكُمْ وأمّهاتكُمْ وخطوطهِنَّ الخلوية النسوية العنكبوتية ـــ العَاطِفِيَّة ـــ وتُلفَظ: ـــ العاطي فِيَّ ـــ مجموعةًّ غير محدّدة من التقارير المبعثرة وبعض «المعلومات»؟
كان يغنّي القوميّون السوريون وخاصة قبل اندلاع الحرب الأهلية في الـ 75، وقبل اندلاع الحرب في ما بينهم، وافتراق وهجرة الفصيل الأشقر من ديك المحدي الى الأردن ومن ثم الى الأسد وليس الأسد السوري ولا القومي ولا الاجتماعي، بل الأسد الذي يظهر مُزَمجِراً في بداية كل فيلم لشركة «ميترو غولدواين ماير» التي اسمها الثلاثي عائد الى مالكيها الثلاثة، تُنبئ وبكل راحة ضمير عن مدى اطلاعهم وضلوعهم في انتاجات أضخم ربما من الانتاج السينمائي. وإن لم يكن في إنتاجها ففي دعمها بأفقر وأَعْوَزْ الأحوال... إذاً ماذا كان يغنّي القوميون وقتها؟ بالاضافة، وبالإذن منكم، الى أن الحياة كما يرون: وقفة عزّ فقط؟ سأجيب على السؤالين فوراً لأوفّر عليكم الوقت:
1 ـــ كانوا يغنّون: ما هَمَّنــــا... ما هَمَّنـــــا!
2 ـــ إن الحياة فعلاً وقفة عزّ لكن بعد معرفة عن حياة مَن نتكلّم، خاصة وأن لرئيس وزراء المالية خاصة السابق فؤاد السنيورة وهو إعرابيٌّ بامتياز وأديبٌ ربما ولا أحد يدري، إلا على خليج وسنسول جسر عين المريسة السابق رَحِمه الله، وقد يتقمّص يوماً، أي السنسول وليس السنيورة، إن عادت خرائط وتصاميم سوليدير المجيدة وتحرّكت باتجاه تمثال عبد الناصر السابق الذي كان في ساحة عين المريسة أيضاً، والذي بالمناسبة كان سابقاً وسيظَلّ بالرغم من كوكتيلات النقيب السابق سمير ضومط وخرائط انتشار اللواء أشرف ريفي وخطط المغدور به اللواء وسام الحسن الجهنّمية على ما كان يُقال، والتي وإن آمنّا صدقاً بالله وبجبروته وبعدله وإنصافه سلَّمْنا بأنه غضّ الطرْف ربما، فنحن لا ولن نراه، عن التفجير الجهنّمي أيضاً الذي أودى بالحسن... لقد كان الله، وللتذكير فقط، يحبّ المُحسنين وكان أيضاً يحبّ كل ما هو حَسَنْ، كالسيّد حسن مثلاً، كالمغفور له حسن علاء الدين وهو «شوشو العظيم» والمسلم السنّي السابق في انفتاحه وطليعيته وبشواربه غير المعقولة، وخاصة أنها طبيعية، اكثر من مجمل مداومي اجتماعات «كتلة البروستات الأزرق» في العاصمة وعنهم زياد القادري في المناطق خاصة.
يعود الأمن ـــ بعد حادثة تنُمّ عن انعدامه والسبب واضح ومعروف، وهي الحادثة الأمنية الأولى التي يستوجب شرحها فقط للأطفال ـــ من دون الإصرار على أنه لا يمكن التصفيق بيَد واحدة ومن دون إشاعة أخبار تنتهي بعَرَاضات لمدنيين مسلّحين بين الأوتوسترادات المحيطة ببيروت وصَلاة الفجر من جهة وبين صلاة الفجر وبيتزا السجق والكِشك والموت الأكيد من جهة ثانية، وهي أخبار ملخّصها البليغ و«الشَبَبْلَكي» وما يستحقّه فعلاً الرجال: الوضع ممسوك.
آسف، لكنّ أحدهم أشار الى أن المكان والزمان المتعلّقين بهذه المقالة بلغا حدّهما، فحان وقت التتمّة.
التتمة: غداً في نفس المكان والزمان.


زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1845

الاثنين 29 تشرين الأول 2012
الى دُنِيز Denise المحترمة
عزيزتي دُنِيز، صباح الخير. أرجو بداية نهارٍ معتدل الحرارة لكِ ولأهالي وساكني أبو ظبي. كنتُ قد وعدتُكِ يوم البارحة بأن أصارحكِ أكثرَ بعد مما هو حاصلٌ حتى الآن وذلك في مقالة الليلة. وأعرف أنّكِ كنتِ تنتظرين في بيتك الساكن ليلاً صدورَها على موقع الجريدة الالكتروني، لتعرفي حقيقة آخر أخبار مشاعري ومشروعي تجاهك، خاصة أنّي وعدتكِ أني سأقول كلمات لا تليق «بِهِمْ» لكنّها ستقرّبنا الى الحدّ الأقصى. كلمات لا إباحية فيها ولا وقاحة بل تحضيرٌ لحبًّ قد يُحاكي الجريمة وثلاجة البرّاد.
لكن، وقبل أن أبدأ، وكُلّي عزم بعزمه تعالى، وبإقرارٍ نهائي بأن المُلك لَهْ، دخلَ عليَّ الأستاذ الرصين المسؤول والمواظب السيد حسن علّيق وطلب منّي استثنائياً ألا تتعدّى مقالة الليلة الألفي حرف وفراغ أي: كاراكتيرز Characters. ففَطَمَني كليّاً دون أن يدري ولم أشأ أن أجادل في الموضوع خاصة لأن حبّي مهما بلغ فهو أمرٌ خاص.
أعذُريني كالعادة ولآخر مرّة. يوم الاثنين مساءً، إنتظريني لآخر مرّة، فأنا المتلهّف المحروق الملحوق وانتِ العاشق والمعشوق... الله الله، … يا الله.
مَيّ زرقا (مَحكي)
ـــ كل ما يجي ويمرق عليي ويرجع يروح، بقضّيها عم نضّف وراه.
ـــ شو بتنضّف وراه، متل شو؟
ـــ متل شي ما بينضَف، شي أكيد منّك شايف منّو.
ـــ العمى! إنّو شو معقول يطلع منّو هالختيار؟
ـــ بيوقّع ميّ زرقا خيّي، ليك تطلّع هون، بيتَلّيلي أرض البيت كلّها ميّ زرقا، وبيروح وبيجي هوّي وعم «بيألّف»، بس هنّي ما بيروحو (وعم بيحاول يمسّح). بيِجوا بس، وين ما بدّك، دِبِغْ العادة، يعني خَلَطت الأو دجافيل بالديتول وطفّيتن بالدير جينيرال آخر شي، فَوِلْعوا.
ـــ وِلْعوا؟
ـــ وِلْعوا طبعاً، بس لحّقتن عالسمّ وطفّيتن، ورجعت حِفّ بأجاكس القزاز مع اللوكس الأصفر تبع الجلي والميّ الزرقا طبعاً، بِفْتكر عا كترة الحفّ هيّي بتنضّف حالها. في كذب بس مش بهالرُقيّ والخَلْق، كيف بعدو هَلْقَد كذّاب بعمرو، الله العليم. بعدين بيخبّر خبار وما حدا طالب منّو، وما في لزوم تسألو شي. بيقصدني عبكرا كل يومين بيفضّي وبيروح، هيدا هوّي عم خبرَك عنّو. هيدا اللي بيقولولوا ختيار ــ الدبّ بس بالذال، منشان الرقابة الذاتية وصديقنا حسن اللي بعدو سهران وبوَحشنة!!!


زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1837

الخميس 18 تشرين الأول 2012
(محكي) يا زلمة إلنا دهور، ربينا على بعض أمتال وصدّقناها لأنو بأكتريّت
الأمتال هيدي، بتْفَصّل وبتِعرُض المعضلة والنتيجة وبتِمرُق عالاستنتاج وعلى عكسو، وأحياناً شخص بيطرح طرح وبيجي فوراً الطرح المضاد، وبدّو يعرُض براهين بتدعّم طرحو مقابيل براهين عادة معاكسة أو هيي نفسها مشروحة بالعكس من قِبَل صاحب الطرح المضاد. وتْصَوّر إنو أحياناً بيوصلوا لنتيجة «يجوز الوجهان»... إنتَ متصوّر «يجوز الوجهان» مللا جواب؟! يعني جيت سألتَك: «شو لونها السيّارة أسود ولّا أبيض؟» جاوبتني إنت وضميرك مرتاح: «يا أسود يا أبيض» ـــ يعني أنا سألت سؤال وإنت جاوبت سؤال، يا أنا سألت جواب وإنت عِدْتو ورايي. إنت متصوّر واحد تعرّضِت إجرو لحادثة مؤلمة وأكيد غير ألم إجرو الموضعي، وحِمْلوه لعند حكيم وبعد ما فحصو الحكيم، جَزَم بإنّو لازم يريّح إجرو لفترة شهر، وبالتالي، إذا فيه يرفعها بيكون أفضل. ووصّل حتى يهدِدو بالجفصين إذا غلّط وحرّكها، لأنو برأيو: «الإجر بحاجة للجمود وعدوّها بالوقت بحالتها الحركة». فضَهَر المريض مش راضي عن التشخيص وصار يحبّ فجأة الحركة مع إنّو معوّد عالجمود، فقصد حكيم تاني (تاني: طبّ فرنسي يعني الأول: طبّ أمَركاني، والأمر الأخير لله). فحصو التاني وهوّي وعم بيغسّل إيديه كان كتير واضح وعندو طلبات وأهمّها: تمارين ساعة قبل الضهر ونصّ ساعة قبل النوم للإجر المعطوبة وفكّ الجفصين فوراً لإنو عَدُو إجرو، بحالتها الحاضرة، الجفصين والجمود وقلّة الحركة. وممكن إذا مشي عالعلاج الأول ما يعود يتذكّر كيف بيمشوا بعد شهر. إنّو هلّق لو بتوقف القصة عا: «يجوز الوجهان» كان بيسدّ نيعو الواحد وبلا كلّ هالشرح وبلا هالعذاب التمحيص بالنَحَوي وخاصة المحكي اللي بيِرْسى عالمصححين بآخر الليل بالجريدة، بس «يجوز الوجهان» فيها تصير، بحسب الأيام والظروف: «لا غالب ولا مغلوب»!!!!!! … أهه، أيوووووا ـــ أنا عرفت شو رح يصير، إذا بدّي بلّش، أنا أو غيري، حدا عندو ضمير بدّو يعطي كل شغلة حقّها، إذا عم قول، بدنا نكفّي عا قصّة: «لا غالب ولا مغلوب» بَدها تصير الجريدة تطلع بكرا وتِنْقَرَا اللي بعدو، لإنو بكرا متل اليوم، مألّف من نهار وبعدو ليل، ولا غالب ولا مغلوب فيها إذا قطعت الليل تكفّي بالنهار لتخلص وتتوزّع الجريدة أوّل الليل، وبحالتنا، ليلة بكرا. «لا غالب ولا مغلوب» بيسوا تودّينا كمان عا شخص تالت ودايماً بيكون تالت ودايماً، منين بيخلق؟ ودايماً بيخلق، وصراحة، منيح اللي بيخلق ليهدّي شخصين علقانين عا أحقيّة الجلوس بكرسي صار برّات المطعم أساساً، عالرصيف بسبب منع التدخين، ومْصَاءَب مارِق شخص، عابر سبيل وشافهن وراح يهدّيهن وصار التالت، وأوّل تصريح صرّحو: مش «لا غالب ولا مغلوب»، «كلّ إنسان بيغلط». هيدي جملة عافكرة ناجحة كتير وضاربة وعم ينسخوها الناس لبعضن وما حدا عم يشتري الأصلية وعم بيحضّرها بشكل نشيد مطرب كان الرابع بهالخبرية بعد عابر السبيل، وحالياً ما عاد معروف شو رقمو إذا مش قادر يكون الأول، وعنوانها بيقول: «وحدو الله المعصوم». هالنشيد بإذن الله إللي على بساطتو وبدائيتو مْسَيَّر أحوالنا ومجتمعنا كلّو بكل مكوّناتو (إذا استثنينا الغرافيتي) المدنية والبربرية، العائلية والعشائرية، العسكرية البريّة، البحرية والمجوقلة. خبريّة طيبة بهالجوّ المقفّل لأنو بتصوّر صار بَرِم! هيدي الأمتال الشعبية بتوازي استنتاجات معظم النسوان، بتوازي (نَحَوي ومحكي): «النسوان وفِكرُهُنَّ» ـــ بتسألها: كيف لقيتي الموظّف الجديد؟ بتجاوبك بدون أدنى شكّ: ما منيح. وما منيح هون هي النسخة التجارية للسوق عن: ما حَبَّيتو. بكلّ بساطة وبدون عقد وبدون ضياع وقت، هالوقت اللي بيشمل مينيموم الحاضر ومستقبلو: «ما منيح، ما حَبَّيتو» ـــ يعني عم بتوازي، بضربة واحدة: الموضوعي بالذاتي. ولأنو: طبّ الجرّة عا تمّها بتطلع البنت لأمّها، ما عليها أي نقاش، ولا رح يجتهدوا الشيعة عليها بالمستقبل، خاصة بس عرفوا إنّو: ما في مَتَل كِذب، يعني يا أخي، يا عزيزي اللي بعدك عم تقرا، ما بعرف شو بدّي قلّك. إنتِ متصوَّر السيّدة مايا دياب عم تقراه نصّ همس وبنظرة كلها دَفَا وثقة: لااااااااا ما في مَتَل كِذب. وداير التحقين بهالوقت والسمّ المبرَّر العلمي عند السيّدة «ديم صادقة» عا بكرة الصبح عا هوا الـ إل.بي.سي، وعا القصة كلّها، و«مدام ديم» عم ترقص بأرضها وعالقاعِد، مجبورة، رح تموت، لأنها مستقبلة الوزير غازي العريضي ومهتمّة جدّاً باستقبالو لدرجة صار هوّي عم يستقبلها غصباً عنّو كونها صارت تقريباً بحضنه، مع إنها ما تركت كرستها لحظة و«ديم» معروفة مهنية وصادقة، وصدّق الصادق... وليك: ما تلوم الغايب لَيِحْضَر... أرجوكم بس بالنسبة لليلة. (لِمَن يودّ أن يتبع، يتبع عالأكيد)

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1836

الاربعاء 17 تشرين الأول 2012
ها حقيقية، مزبوطة يعني لدرجة إنو العلوم اللي بعكس
1ـ مصير النقد الذاتي
(محكي) إذا كل ما بدَّك تقوم بخطوة إلها نوعاً ما، أهمية عندك، بتراجع ماضيك وبتعملّو نقد ذاتي لتتوقّع شو معقول يكون مستقبلو أي مستقبلك، أنا بخاف ما يعود عندك وقت، للحاضر.
(نَحَوي ـــ الميادين ـــ غسان بن جدّو) إنّ هذا الحاضر المُتوقِّع منكَ خطوةً سيصبح في الحالة تلك غير مضمونٍ وغير ناجحٍ حاضراً ومستقبلاً.
(محكي) هيدا اللي عم قلَّك ياه واللي عقّب عليه الريّس غسان بن جدّو مِن بير حسن لَنّو لا حتمي ولا موضوعي لأنو بعد ما صار منّو شي وفيك تلحّقو يا «تْرِيْنْ» ـــ (نَحَوي) وأعني والأستاذ غسان يوافقني يا أيّها القطار!! (واحدة لي وواحدة للأستاذ غسان). وذلك لأنك ما زلتَ تستطيع أن تفعل شيئاً بشأن الخطوة المذكورة أعلاه، وهو أن تأخذها.
***
2 ـ مصير صلواتي
ـــ (محكي) ليه ألله ما عم يستجيب لصلواتي اليومية بنفس الوقت؟ (يتمشّى في الصالون ويَعْبُر أحياناً الى غرفة السفرة) مع إنّو الوقت اللي عم صلّي فيه، وقت نسبياً مأخّر، مفروض العالم كلها نايمة، هون وبالامارات ومصر أكيد والأردن لأنو نفس التوقيت هول وفلسطين تحصيل حاصل، وين؟ سوريا؟ بسوريا عندن مشكلة، بيصلّوا كلّن مع بعضن وصعبة ربّنا يلحّق عليهن بهالتِرِمْ، من هيك أزمتهن مستفحلة. والسعودية إذا قلنا، لمّا يصلّوا بيطلبوا غير إشيا يعني ما بيأثروا عليّي، بعدين بيطلبوا إشيا عندن ياها يا شيخ الله لا يشبّعهن فأكيد مش هنّي اللي آخدينلو وقتو لربّنا سبحانه وتعالى، بعدين إذا بدنا نشكّ بأوروبا، أوروبا ما بتصلّي عشية، معظم الدول الأوروبية بيصلّوا عالوعية لأنو عمليين أكتر منّا، بيصلّوا وبيضهروا عالشغل بركي بتبيّن النتيجة معهن عا تقليعة النهار. ودول أوروبا الشرقية صارت تتلاقى مع أوروبا الغربية، وألله حاسس بالضغط عبكرا فمنين جايي هالضغط بالليل؟ أكيد لا من الأميركان ولا من كندا لأنو هيدوليك بيصلّوا لغير حدا، وعم صلّي ليوماً ما نعرف مين هوي بالظبط. قول الأفارقة ما حدا بيردّ عليهن لا ليل ولا نهار، أحياناً بتشتّي شوي فبيختفي حسّهن عا فترة. فشو اللي عم بعملو غلط أنا؟ الصلاة حافظها ورجِعِتْ أكّدت عليها مع أختي الأصغر وعم عيدها خمس ــ ستّ مرات ورا بعض، وكل ليلة بس إجي لنام عم بتجاهل الليلة اللي قبلها فلا بكْفُر ولا بسترجي، فشو هوي، وين هوي النقص؟
ـــ ليك، غير إنو في كمية هايلة من العالم عم بتصلّي ليل نهار وبدون نتيجة وعا توقيتك وعا غير توقيتك ولا أنا بعرفهن ولا إنتِ، ربّنا سبحانه وتعالى وحدو بيعرفهن.
ـــ إيه ربّنا، إنت كيف عم تحكي معو؟
ـــ أنا بصلّي العادي ما في مشكل.
ـــ ما أنا هيدا اللي بدّي ياه، منين عم يجيني هالمشكل؟
ـــ ليك، لا في لا قصّة ضغط بهالتِرِمْ ولا إنّو الله فيك حضرتك وحدك، إذا زِدِتْ عالمصلّين، تعجقها عليه.
ـــ لا طبعاً استغفر الله.
ـــ عم تستغفر عالفاضي أكيد، حاكيني أساساً شوف ـــ ما عندك إرسال
ـــ إرسال؟! شو عم صلّي عبر «سيليس» أنا؟ ولّا «ألفا» البَعيد؟
ـــ حبيبي (نَحَوي) أنتَ إنسانٌ مؤمنٌ بما تقول وكما ذكر الأخ غسان في حلقته الأسبوع القادم، لذا من الطبيعي أن تتحلّى وككلّ مؤمنٍ ومن دون أي تذمّر، بصبرٍ مُرٍّ على مصيرك وعلى مشيئته... تعالى غنبي الى هنا ولا تتحرَّكْ.
يبدو أن لدى الله عزّ وجلّ أولويةٌ للمؤمنين الأقدمين، ولقدامى الأمن الداخلي ولمتقاعدي تعاونيات لبنان ولمتعاملي الوكالة الوطنية للإعلام. كما أن لديه بالتوازي، نظرة الى عمّال ومياومي «سبينيس» كما لمياومي مؤسسة كهرباء لبنان وجباتها للإكراء و«الإثراء» غير المشروع. كما كلّه آذان صاغية لأهالي ضحايا الغش اليومي وحوادث السيارات وحوادث العائلات الروحية وأحداث العشائر اليومية... آذانٌ صاغية «عالأرض تاني ما إلها» (للأستاذ وديع الصافي وبتشجيع من الزميل غسان...)
ـــ خراي عليّي وعا حظّي.
ـــ طهِّر لسانَك.
ـــ ناولني مياه الأوكسيجين من حدّك لا غنى عنّك.
ـــ أنا تأخرت كتير لازم إمشي.
ـــ وين رايح وليه، ربّنا وعاطيني دور... ما ألله بيحب المحسنين وخاصة المؤمنين منهم، وانت ناسي، فناولني هالقنّينة من مكتبك يا زْبِلّاعي.
***
3 ـ تاكسي تيبترونيك (tiptronic)
هو: (محكي) ما في بالدني أحلى من السيّارة اللي إجِتْ وصّلتِك إلّا التاكسي اللي طلبتو لياخدِك، هوّي أقدم من السيارة اللي جيتي فيها ومنّو أوتوماتيك حتى، بس بيحضَر أوتوماتيكياً بس تطلبي، ثواني هلق بتشوفي...
هي: (بعد صمت واتّجهت صوب الباب)... ... شايفة بس هيك حدا شاعري قدّك، ما...
هو: مبلى مبلى، هلق بتشوفي الشوفير اللي جايي ما ألذّو المهم إنتِ ما تطلعي وتِئِفْطي بوجّو (يرنّ هاتفه رنّة واحدة)، ناطرِك يَحُوي تحت... وتيبترونيك (tiptronic).

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1834

الاثنين 15 تشرين الأول 2012
(محكي)
عيسى: اسمعني، اللمبة ومفتاح اللمبة ما بهن شي، بس إنتِ يا مخايل يا عيني، لا غنى عنّك طبعاً، ودوماً إيه والله، إنتِ بس رحت لتطفيها طفيتها مرّة ولحّقتها بطَفية تانية أوتوماتيكية... يعني تِك/تِك، ممكن زيادة تأكيد، أنا عارف؟ من هيك، رِجْعت مش هيّي ضوِّت، إنتِ رجِعْت ضوّيتها. عم قلّك ما فيك تطفي ولا لمبة ومرتيْن، إنتِ زلمي حرّ بنفسك بالنهاية، اللي عم قلّك ياه إنّو ما فيك تطفيها مرتيْن دغري ورا بعضن، هيدي التِك/تِك يعني.
مخايل: إنو ليه طيِّب؟ ما هالزر بيطفي وبيضوّي هوي ذاتو، وأنا اللي عم بتحكَّم فيه.
عيسى: إنتِ لازم تضلّ «تتحكَّم» عا طول وما تقفّي بحبوبك، ولاه ما كل فقسة عالكبسة بتعمل عكس اللي قبلها. يعني «تِك» ضوَّينا، «تِك» طفّينا.
مخايل: وكيف بيعملوها بنفس الزر، إنو كيف ما بيصير مشكل أو حريق؟
عيسى: امبلا بيصير، مين قلّك ما بيصير؟ إذا ضليتك تضوّي وتطفّي وتضوّي وتطفّي عا أساس بس عم تطفّي إنتِ.
مخايل: أنا كنت عم ضوّي.
عيسى: إيه، أو بس تضوّي، يعني الحريق بيجي حسب عمر ونوعية مفتاح اللمبة، الفقسة، عرفتها؟
مخايل: بس مش خطِر هالإختراع، عا بساطتو؟ فيا سرّ، البريز في سرّ وخاصةً جوّاتو.
عيسى: طبعاً طبعاً، ببقى بخبّرك، لازم تبقى تعرف شو سرّو، لأنو انفضح من فترة. يعني الـ «لأ» بتصير «إيه» بفقسة والعكس صحيح وإنتِ قاعد تشغِّل العكس.
مخايل: أنا بعتقد لو عملوها فقستيْن، وحدة بتضوّي ووحدة بتطفّي، كان وين/ هيداك النهار الراديو مثلاً نفس الشي، بعِلْمَك جيت دوّرتو، صار بلحظتها يدور ويطفي.
عيسى: مش قليل.
مخايل: إيه اضطريت نزّلتو لسلمان وصلّحلي اياه وقلّي خلص مشي.
عيسى: شو صلّح، ما صلّح فيه شي، هلق سلمان بيصلّح شغلة مزبوطة؟ ولا يمكن، ما حدا بيصلّح شغلة مزبوطة، وليه بقى؟ لأنو بينزعها، متل ما عم تعمل إنتِ باللمبة وبالراديو، أكيد إنتِ لَخَمْتو لسلمان لقعد اشتغل فيه، أكيد نزلت فيه متل ما نزلت بالراديو يعني كمان تِك إيه تِك لأ.
مخايل: صلّحو يا خيّي، فرجاني القطع.
عيسى: ما في قطع، هولي بيضلّو عالطاولة عندو. هولي كانو لناس متلك، ضلّوا لحرقوهن، وما بقا يعملوا ولا «تِك». أنا شفتك كيف بتدوّرو، يعني صاير بتكبس كبستيْن بفرد كبسة قد ما سريع، وإذا واحد ما بيعرفك بيصدِّق إنك كابس كبسة وحدة وعندك مشكلة، غير بقية المجتمعات يا رجل.
مخايل: إيه لأنّي مفتكر في فقسة لونها أحمر، أنا مفتكرها هيّي مستقلة لأنها، وهيّي هيدي لأطفيه.
عيسى: يجوز، في أحيان فقسة بتطفي الاتنين، يعني بتطفي المفتاح وإختراعاتك مع المفتاح، بتطفي «سيرة مخايل والمفتاح» يعني، هيك معقول.
مخايل: هلق غلط الواحد يأكِّد عالشغلة؟ أنا بدي حِسّ إنو دوّرتو عالأكيد، ما فقستو قد حبة العدس، ما بتحسها لا بتطَفّي ولا بتدَوِّر.
عيسى: عال، وشو عم بيصير؟
مخايل: عم يطفي، ما عم نحكي (توكيد).
عيسى: أخو «منيو...» هالراديو.
مخايل: ولك إيـــــه!!! منزوع...
عيسى: (رجع راق) وإنتِ كمان منزوع، ليك؟ إنتِ ليش كل ما بدّك تعمل شي، بتعملو مرتيْن ورا بعضهن، اعْمَلو مرة وحدة وشوف النتيجة، في حال ما صار اللي بدَّك ياه، ساعتها بدَّك تعمل شي تاني، شو فهمت، غير شي، غير الأول يعني.
مخايل: شو هالشي التاني، ما كلها فقسة، فقسة وحدة فوق الدّكة.
عيسى: ليك، بدي قلّك شي: كل شي بيبقى شي واحد وهوّي ذاتو لتعمل شي غيرو، يعني شي تاني.
مخايل: (يتمسْخَر) مش قليل والله.
عيسى: (متابعاً) وإذا كان الشي التاني عكسو للأولاني بيصير في «صراع» بين الاتنين، لأنو هوّي عكسو، ساعتها لترجع للأولاني بدّك تعملو هوّي ذاتو، بدّك ترجع تعمل الأولاني، يعني صرت عامل تلات شغلات بدل ما تعمل وحدة.
مخايل: شوه؟!!! (خوِتْ فجأة). أنا ما عدت عم لحّق عليك.
عيسى: ليش اللمبة والراديو عم يلحّقوا عليك؟ وسلمان؟ نسينا سلمان.
مخايل: سلمان يعني هوّي التالت؟
عيسى: يا خيّي ولك شو باك؟ انسيلي سلمان هلق، بمَصْر، عرفتها لمصر؟
مخايل: إيه كامب دايفد والشو بيقولولو؟ شرم الشيخ.
عيسى: إيه مش شرم الشيخ (بنرفزة) خَرَمْ الشيخ! بدليل إجِت من جمعتيْن تلاتة جمعية العلماء المسلمين وخبطة وحدة، شو عِمْلِت؟ حرَّمت التحريم. عِمْلت متلك يعني، قبل ما تنزل عند سلمان.
مخايل: (مصحّحاً) سليمان، اللواء عمر سليمان.
عيسى: مش لواء ومش هوّي وسلمان وما بقا تقاطعني وَلا تردّ عليّي، يعني اسكوت كلياً يعني.
يتبع...

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1832

الجمعة 12 تشرين الأول 2012
ـــ (محكي) أيمتى بتصير الصداقة مسبّة؟
ـــ بس يطلبها الواحد من التاني بديل عن الحبّ.
ـــ إيه خرا عالحبّ لكان.
ـــ طبعاً.
ـــ الصداقة بتقبَلو للحبّ، بس الحبّ مش راضي بحدا. من هيك صعبة يزبط "الخِرْيو".
ـــ من هيك بتآجر فيه الصداقة إذا حَبّ يرجع وجّ الضو. إنو هُوّي الحبّ يابا، وآخر شي حابّو هلق، يرجع وجّ الضو. ع أساس هوي شو؟؟ المَلَك.
ـــ خرا عا أتخن مَلَك، هيدي الصداقة نايمة وما في قوة بتوعّيها.
ـــ إيه ومعها حقّ، بس هوي رح يستفيد من إنو الصداقة ما عم توعا وما فارقة معها، ليفتح سيرة شو؟؟ الأخلاق، إنو وين أخلاق الصداقة يلي بتحكوا عنها؟!
ـــ ما في مشكلة، الأخلاق ما بتردّ عا مين ما كان، خاصةً عا حبّ مطَرْطَر، كل ساعة بيحِبّ حدا. بالأخلاق بتحِبّ شخص واحد.
ـــ وإذا حَبّ حدا غيرها؟
ـــ بسيطة، يعني صار بلا أخلاق. فدغري قوم حِبّ غيرو انقِلِع.
***
ـــ ... اممممم (إنّه يَعِنّ)... أهه (على أثر تفكير) ليك؟ هلق غير إنو بدَّك تبَلِّط البحر... البحر كلّو... بدّي أطلب منك شي كمان، وافْهَمْني أرجوك... ليك؟ ما بعرف كيف بدّي قلّك اياها، بلِّش هلق إنتِ!!
ـــ بشو؟
ـــ بلِّش بَلِّط.
ـــ شو هالحكي، كيف بيبلّطوه للبحر؟
ـــ اسآل «سعودي-أوجيه»، أنا ما عم قلّك البحور كلّها، بَلِّط البنك/عفواً... البحر الأبيض المتوسِّط. هيدا بعدو متوسِّط؟ هيدا صار بالع كذا بنك... وكذا جنينة كمان عا طريقو، ما بتكون جنينة قدّام البنك مثلاً... إيه بلاها... وإذا في شي Parking حدّهن، صار بلا شغل... فخِدو وحطّو عا جنَب بلكي بيصير كافيه... وما في شي عم بيكَفّيه.
ـــ (استفسار) مين أوجيه؟ بعد في أوجيه؟
ـــ بـ ـعـ د ... فـ ي ... أ و جـ ـيـ ـه؟! (استغراب شديد مع تنطيق حرف بحرف) إنتِ وين عايش؟
ـــ أنا قليل ما إنزل عا بيروت، وهلق جاييني وظيفة بالعراق... مش أكيدة.
ـــ أهه... العراق! إيه مبروك ما أوجيك.
***
(شخصيْن بشارع فرعي ماشيين)
ـــ فتِّح فتِّح أحلى ما تِعْبُق الريحة.
ـــ شو بدي فتِّح، ما نحنا عم نحشِّش برّا يا بلا مخّ.
ـــ عم نحشِّش برّا؟ (بدهشة زايدة) إيه سكِّر سكِّر لكان، يخرِب بيتك كيف ما بتنتبه لهيك شغلة؟
***
ـــ (هُوّي مسترخي بالتخت) شو بحب هالنمَش للي بضهرك وعا كتافك (غزَل)، بمووووت فيه.
ـــ (وهيّي عم تلبس تيابها) هودي سرطان حبيبي وأنا للي رح موت فيه مش إنت، كفّي للي كنت عم تعملو وبلا غزَل بلا مخ وقاتولي (وعم تزبِّط اسكربينتها)، إذا السرطان بتموت فيه، ما تفكِّر إنك وحدك، أنا كنت بفضِّل تموت فيّي!
ـــ ليش شو بدَر منّي حياتي؟
ـــ ما بيبدُر منّك شي... دومري ما بيطلع منك بهالليل... باي. (وطبشت الباب).

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1830

الاربعاء 01 تشرين الأول 2012
أوغاسبيان => 0 = 1
A - ظاهرة أوغاسبيان
• المُعطى:
الكلّ هو عكس الفرد أي الواحد ـــ الكلّ يوازي كلّ واحد ـــ الواحد = أي واحد.
• المسألة:
كلّ واحد = أي واحد
أي = واحد
كلّ = أي
الكلّ= واحد + واحد + واحد
كلّ واحد = الكلّ
واحد = الكلّ
• النتيجة الأولى: عندما يتكلّم، ما زلت أو زلنا لا نعرف بعد: أولاً إن تكلّم، إن كان قال شيئاً أو أنه قال ولم أفهم أو أسمع جيّداً، مع أني سمعتْ، ثانياً: أو أنه لم يقلْ شيئاً مع أنه كان يتكلّم أو أنه خُيِّل لي أنه تكلّم لأنه كان تماماً كمن يتكلّم، ثالثاً أو أنه مثّل بشكل ممتاز أنه يتكلّم وقد قال شيئاً بالفعل، فبدا لنا أنه جاوبَنا على سؤالنا أو سؤالهم جميعنا أو جميعها أو جميعهم أثناء ما بدا كأنه الكلام.
في النهاية الليرة اللبنانية الجديدة التي نزلت الى الأسواق، تمّ اعتمادها بالتدريج وراحت تروج بين الناس، بيني وبينكم، بينكم وبينهم، كما وصلت كذلك الى جيب أوغاسبيان الذي راج هو أيضاً لكنه على ما أظنّ لم يُعتمَد... هل اعتُمِد أم لم يُعتمَد؟ هنا السؤال، هنا المسألة (راجع المسألة السطر الثالث أعلاه).
B - أوغاسبيان
إنه السيّد جان أوغاسبيان، العضو الدائم في كتلة المستقبل وآخر مرّة وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية في الـ 2005 ومن بعدها وزير دولة ومن ثم عاد الى ماضيه في المستقبل.
ملاحظة: تبدو المشكلة عنده أي ما سمّيناه أعلاه: المسألة، أنه أثناء جوابه على أي سؤال يُطرح عليه وخلال متابعتنا للجواب حرفياً وبكلّ شغف، لا نعرف أساس أو فحوى جوابه حتى ينتهي الجواب كليّاً فإذا به سؤال!!!! سؤال يا جان؟ سؤال يا معالي الأوغاسبيان؟ قلتَ في آخر مقابلة تنموية إدارية إنه: «يجب البناء في الوقت» لكنك لم توضّح متى سيكون البناء في الوقت؟ هل سيكون في نفس الوقت؟ وعندما أصرّت المذيعة المحاورة على تشكيكها بجدوى الدعوة الى بناء في الوقت وفي نفس الوقت أجبتَها معاليك: «أنا أؤكّد ومن على هذا المِنظَر!» وكان المقصود طبعاً: المنبر ــ وقد فهمناها جميعاً مع أنك لم تصحّحها أو ربما لم تسمعها مثلنا كي تصحّحها، أو أننا تهيّأ لنا أنك قلتَها بدليل أنك لم تصحّحها... لكننا نوعاً ما كُثُر يا معالي الوزير ومعاليك دائم المناداة بالكُثُر بالأكثريين الذين حكَمَتْهم عبر التاريخ الملكة الشابّة المغدورة: السيّدة أكثرية. لماذا يا تُرى تذهب الأمور دائماً في حضرتك الى هذا النوع من التشكيك والنفي والتأكيد والى أسس الجبر وفلسفة المنطق... يا لطيف. وهل يجوز القول إنّ الزائد أخو الناقص أي الزائد = الناقص؟ وإن كان الجواب نعم لأنها في التداول ولأن «أكثرية» في عهدها توّجت الزائد والناقص على نفس المِنظَر وهو المنبر وبالتالي فإنّ: الفاطر أخو الصائم؟ هل تضمن موافقة الكتلة على المجاهرة برأيها لا على الأكل؟ أم أنّك تصوم رمضان مع الكتلة يا ترى؟ أم أنّك لا تقدر على احترام هذه الأكثرية في هذه الأوقات؟ وهل هذه هي، عند هذه النقطة: «الديموقراطية التوافقية»؟ وهل كلّ ديموقراطية تلجأون اليها كحكومة في أيّة مسألة: توافقية؟ أم أن «الديموقراطية التوافقية» فقط هي توافقية؟ ولماذا كلما رأيناك في الإعلام نعود بالرغم منّا الى هذه السفسطة الجدلية؟ هل هي ربما العلاقة غير الجدلية أي علاقة بالمُعطى بين اللغة الأرمنية واللغة العربية المترجمة عن اللبنانية ــ الأرمنية؟
C - النتيجة النهائية
كما أنه في التسجيل الصوتي الرقمي (digital) يتمّ تسجيل الصمت على أنه: صفر، أي = 0 وهذا يوازي اللاموقف أو اللانتيجة من الموقف أو أن فعل الكلام غير فعل الفعل. وكما أن تسجيل أي صوت يتمّ على أنه رقم 1 مهما كان زخمه وطوله أي = 1 وبما أن عملية التسجيل بالتالي ليست مقتصرة على الـ 1، بل على تسجيل الـ 1+ 0 > وإذا كان عطش المواطن اليومي لفهم ما يجري هو الـ 0 والجواب على المواطن هو ما يصرّح به السيد جان أوغاسبيان أي الـ 1، تكون النتيجة
النهائية = 1 + 0 = 1 (طبعاً) أي يكون كل ما حصل ومهما حصل ومتى حصل = 1 وهنا والأهمّ أنه: من غير المهمّ، أو أنه لا يعود يُعرف أيهما الـ 1 وأيهما الـ 0 أي كلّه 1 أي كلّه 0. من المؤكد حصراً أن رغم أجوبة تلك الحكومة التي منها جان أوغاسبيان، يبقى الله وحده : ~~1.
***
ـــ عن شو عم تحكي انت؟ أنا عم إحكيك عن أحد الموجودين.
ـــ لَه شفت؟ أنا عم بحكي عن أحد الشعانين.

زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1828

الاثنين 8 تشرين الأول 2012
(حوار على الهاتف بين عيسى ومخايل بعد اتصال جاءهما من «البهلول» في أبو ظبي)
ــ مخايل: مش أنا شفت الخبر، تلفن «البهلول» من أبو ظبي لخيّي بعين علق.
ــ عيسى: منين بيعرفو خيّك لـ «البهلول»؟
ــ مخايل: من عين علق.
ــ عيسى: ليش «البهلول» بيجي عا لبنان؟
ــ مخايل: لأ خيي اشترى تلفون دولي.
ــ عيسى: ولشو جابو دولي؟ يجيبو عادي، الدولي نكبة.
ــ مخايل: لأ ما هوّي سيلولير منّو دولي.
ــ عيسى: شو قلّو طيّب؟
ــ مخايل: خبَّرو إنو «الحكيم» كان عم يحكي اليوم بالنهار عالتلفون وخيّي ما لحّقو من الأول.
ــ عيسى: ليش خيّك بيطلع عا معراب؟
ــ مخايل: لَه بعين علق.
ــ عيسى: وشو عرّفو إنّو «الحكيم» عم يحكي عالتلفون بالنهار؟
ــ مخايل: ما «البهلول» خبّرو.
ــ عيسى (نرفز): ما عم تقول إنو «البهلول» بأبو ظبي!!!
ــ مخايل: إيه وإذا... ما التلفون لشو؟
ــ عيسى: والله؟ صرت تعرف بالتلفون إنت وخيّك؟
ــ مخايل: أنا ما بعوزو بس خيّي عم يضطرّ يحكي عا أبو ظبي (قاطعه عيسى)
ــ عيسى: يا خيّي خيّك بأبو ظبي و«البهلول» بعين علق عفواً (قاطعه مخايل)
ــ مخايل: عيسى، «البهلول» هوّي اللي بأبو ظبي.
ــ عيسى: والله فهمت بس «الحكيم» وين؟
ــ مخايل: «الحكيم»؟ الله بيعرف وين.
ــ عيسى (متابعاً): و«البهلول» من أبو ظبي هوّي الوحيد اللي بيعرف وين وشافو عالتلفون؟
ــ مخايل: مزبوط، عا تلفون التلفزيون (مصحّحاً).
ــ عيسى: تلفون التلفزيون؟
ــ مخايل: هيدا إيه / خيّي بعد ما جاب منّو هيدا، التلفزيون عطاه واحد منّو لـ «الحكيم»
ــ عيسى: أيّا تلفزيون؟
ــ مخايل: الـ «إم تي في».
ــ عيسى: إيه...
ــ مخايل: فصار يحكي عليه ويطلع عالتلفزيون.
ــ عيسى: و«البهلول» يخبّركن إيّاها عالتلفون...
(يتبع بعد غد مش أكيد إذا ضروري، الجمعة 5 تشرين الأول)
***
بلاد الزيتون والخروع
ــ كريستوف: في بالطبيعة عدّة أنواع زيت، وإجا المجتمع (المجتمع ونقطة وبس، أوكي؟ وأوعا حدا يقول المدني لأنو إذا بدكن تضلّو كل ما تقولوا المجتمع تقولوا وراها المدني، بتكونوا عم تحركشوا بالمجتمع العسكري وانتو هيدا مجتمع ما بتحبّوه فذوقوا وسمّوا الإشيا بأساميها، المجتمع هوّي كل شي مدني حتى المدني اللي بيعمل عسكري لأنو الديمقراطية المدنية تبعكن بتحميها بطلب منكن، الديكتاتورية العسكرية... وولا كلمة). إذاً كنّا عم نقول إنو المجتمع زاد على زيوت الطبيعة، زيوت مطوَّرة، يعني مارقة بـ «تصنيع» معيّن أو معالجة، آخرهم زيت الصويا بعتقد، اللي صار إلو أتباع. هلّق مش قد زيت دوّار الشمس اللي دخل علينا بفترة تاريخية أقدم، واللي ما قدر بعد الزيت النباتي الآخر يخفّف عن مجموع المواطنين (المدنيين والعسكريين) استعمال زيت الزيتون.
هلّق ما فينا نعمّم لأسباب ديمقراطية إنو زيت الزيتون هوّي الأطيب (شو ما كانت الماركة، خرا عالتجّار، بس فينا أكيد نقول إنّو في عنصر مهمّ بزيت الزيتون، وهوّي إنّو أساسو أكلة بحدّ ذاتها وأساسية وهيّي الزيتون. في ناس بتاكل بس زيتون، وأكيد ما فيهن يلفّوا عروس دوّار الشمس مثلاً، وأكيد حدا جرّبها وبزقها لأنو طعمتها متل طعمة التجّار). الزيتون أكلة أساسية وزيت الزيتون أساس بأكترية الأكلات الباقية، والمعارضة مش قادرة تعمل شي، المعارضة عم تنصح عالريحة وعالاغتراب. نحنا منصبّ أحياناً زيت زيتون عالزيت النباتي والمقلي، تصوّروا، مش ضروري تتصوّروا تفضّلوا دوقوا أوقات بيزبط الأكل المش زابط، بكلّ أنواعه، إلّا المعارضة ما بتزبط، ليه؟ قد ما فيها خلّ! سيّدنا المسيح وبزق الخلّ وما أثّر عليه تحالف القوّات والمستقبل، ضلّ عالصليب لجابولو ميّ!!!
يا زلمي مش معقول ليك قدّيه الفرق كبير بين زيت الزيتون وزيت الخروع.كوم.نت// شو هائل @ رهيب.كوم> الناس بتقلّك بالأوّل ما رح آخد خروع! ما بتقول لا آكل ولا إشرب خروع، ليه؟ لأنو لا سائل (عن حدا) ولا جامد. بيقولوا بالأول «ما بينبلع» وبيرجعوا بيضطروا يبلعوه، ليه؟ لأنو إذا بدّن إنو الأكل اللي أكلوه قبل واللي أكتريتو فيه زيت زيتون، يضهر بس يصير وقتو ـــ ولسببٍ ما متل صورة بسكلات مهدّايين فيها وزير الداخلية والشيخ الأسير وعم يضحكوا عا مدخل صيدا، مش بس عا مدخل صيدا، أهالي صيدا عرفوا عا شو عاد طلع الضحك ـــ بدها زيت خروع... يا خيّي وإجوا هاليهود عابلاد الزيتون، الزيتون اللي طالع من أرض هيّي لإلو متل ما هوّي إبنها وإلها. فلسطين إمّو أكيد وإمّ اللي بيجوا يقطفوه واللي عايشين حدّو ومنّو وتحتو وحواليه، وإجوا هاليهود بدّن يضهّروا، بدّن يضهّروا شجرو وزيتونو وبيوتو، ليه؟ لأنّو هيك بيعمل الخروع عا أساس عم بيضهّر الأكل بيضهّر شو ما بيطلع بوجّو. وكيف بحياة حريمك بعدن الأميركان بيفضّلوا زيت الخروع عا زيت الزيتون؟
ـــ أنسي: واضح منين الخرا كلّو*.
*عا أساس أنسي بيفضّل الجوابات القصيرة بالسياسة العالمية

زياد الرحباني
جريدة الاخبار
العدد 1824 

الاربعاء 3 تشرين الأول 2012
هذا كلام لأغنية وضعتُها قبل شهرين وفي أعقاب مرحلة تأليفيّة شديدة الصعوبة، رافقت تطورات الربيع العربي واستحواذها على «لاحق ترجع عا دبي» أنشرها اليوم لاختبار صداها لدى القرّاء، وإذا كانت تصلح لكي تغنّيها فيروز.
يتلقّى موقع «الأخبار» الالكتروني ردود القرّاء بلا أو نعم فقط www.al-akhbar.com .
ملاحظة: القصيدة باللغة المحكيّة.


المتابعة اليوميّة. ولهذه المناسبة، أعدتُ مطالعة جملة من الكتب المتعلّقة بالثورة البولشفية، فضلاً عن كتاب روجيه غارودي حول فكر هيغل، وكتاب إنغلز «أصل العائلة والملكيّة الخاصة والدولة»، وكتاب ألتوسير L′Avenir dure longtemps. أغنية
***

إمّي ما فِهمِتْ لهلّق لي تَرَكْنا          فِكْرَهْاْ إمّي رِحتْ تْأسِّسْ   
  تا نِتْمركز بِدبيْ

***

  ميِّل عا أهلك شوي        عليّ شوي وعلى الحيّ   
بعدن الولاد الحافيين        والقسطل عم يرمي المي   
 خود بتلفونك كم صورة      ولاحق ترجع عا دبي    
     
ميِّل شوف العالم كيف         بتحكي وَحْدَهْاْ عالرصيف   
  وزلمة صرلو عشر سنين         مقرّر يرجع عَلَى الريف   
ناصب فرشِةْ كَعْكُو تَحْتْ        آخر شجرة بتعطي فَيّ

***



     وفيك تشوفو للمطار         من عنّا
     والسوّاح الطايرين          فوق منّا
     وكل ما يزيدوا الطيارات         مْنِتمنّى
     لو إنّو وسط بيروت          تارك شي للّي حواليه

***
     ميِّل عا أهلك شوي        عليّ شوي وعلى الحيّ
(.......... إلخ)

***


     وكل جمعة في تلفزيون           بيناصِرْنا
    فرن طرمبة قسطل لمبة           بيِختصرنا 
    وإذا نسينا نْسِبّ الدولة           بيذكّرنا
   ودايماً ولد بيهجم رافع       شارة نصر اعْرَفْلي لَيْ  


***


      وبعدن الكلاب التايهين          بْيِلْفوا أكتر من سوكلين
     وصعبة يلاقوا شي ياكلوه         بْمطرح أهلو هفيانين
     وبدّك قول لأمّي تجوّز​؟       إجتو بنت وصفّى بيّ
     
       ما في عنّا شحّادينْ       لا سرقة وْلا نشّالينْ
     عالقَطْعَة بيضهر درّاج       عالحمرا أو عا ساسين
    مننام بواب مفتوحة         والله بيسهر الله حَيّ 


***


     مننطر تجي الكهربا         تَا نْطَفّيها
   أحلى ما تحرق الشقّة           واللي فيها 
   وقال صار في لمبة بالسوق             أَبَدِيّة 
   صوّرها لأنّو هايْ         ما في منها بدبيْ  


***



    إسم الخِضرة خضرة لَي          لأنها خَضرا يا خيّ
     ميّل تعا حدّدلي لونها            بْرَشْحْ ونشّ وقلّة رَيْ
     وأفضل نوعيّة بتروح          هاي من عنّا عا دبي

***


     داير سَبَق الجمعيات          ليساعدونا
   بيجوا بْيحصوا بْيِجِرْدونا         وبيعِدّونا 
   ولازم نِنْجَحْ درجة فقرهن      أو ما دونها 
    وناطريــــــــــــــن تقريرهن يرجعْ      من مركزهن بدبي 

***

                                                      ميِّل عا أهلك شوي       بحبّك ما بتعرف قَدَّيْ
                                                     لو بدّي هاجر هاجرت    بلدي وتعوّدت عْلَيْ



زياد الرحباني

جريدة الاخبار
العدد 1820

الجمعة 28 ايلول 2012

رياضه

التعليم

مقالات

معرض الصور

اعمال

728x90 شفرة ادسنس

كل

مانيفستو زياد الرحباني

اخبار

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السفر

  • اخر الاخبار

    معرض الصور

    اخبار

    Popular Posts

    Archive

    العاب

    اناشيد